توجيه منهجي
بالنسبة للتعامل مع نص مطروح للمعالجة انطلاقا من أسئلة محددة يجب الانتباه إلى انتمائه في ضوء المؤشرات المسعـفة اعتمادا على الاسم الذي يمكن أن يكون مصنفا سلفا كالبارودي أو شوقي أو الحلوي,أو ارتكازا على إحالة السؤال المتعلق بمدى تمثيل النص للاتجاه الذي يدرج الشاعر في إطاره لتكون المرحلة اللاحقة في التهيؤ المنهجي استحضار التكوين الشخصي المرتبط بالمعرفة الأدبية والنقدية حول المذهب أو الاتجاه.
تنطلق القراءة المنهجية من تتبع النص على خلفية التساؤل حول موقعه ضمن الاتجاه الذي يفترض أنه يمثله ويتم التركيز على فحص مستويي الشكل الفني (البناء الإيقاعي, المعجم اللغوي, الأساليب التعبيرية, المظاهر البلاغية والصور الفنية....) والمضمون (المحتوى, المعاني, الشخصي الفردي الداخلي والموضوعي الخارجي , الحضور الذاتي بين العاطفي والاجتماعي الواقعي والطبيعي, العرض والتنامي, الوحدة الموضوعية والوحدة العضوية, مستوى التخيل بين الحسي و الذهني )اتصال أم انفصال ؟ مسايرة أم مغايرة ؟ اتباع أم إبداع؟ تقليد أم تجديد ؟
ويكون التأمل في النص موجــهــا بالتفكير في الإضافة التي تميزه ضمن الاتجاه الذي يصنف في إطاره لذلك فإن التلميذ مطالب بتدوين أية ملاحظة عنت له أثناء متابعة النص ليعود إليها عند التركيب الإجمالي لما توصل إليه ,بعد أن يكون قد استوفى المطلوب في الإنجاز بصيغة الأسئلة المطروحة .
بذلك يمكن القول بأن قراءة النص في ضوء أسئلته, لم تفصل بين الاستعداد المنهجي والاستعداد المعرفي.. لكن التلميذ يجد نفسه قد استوفى أكثر مما هو مطلوب منه من خلال تلك الرحلة التحليلية المنهجية للنص ويتساءل عما إذا كان قد استغرق فيه زمنا إضافيا ما أحوجه إليه , في مثل ظروف الامتحان التي يكون فيها أحرص له أقول :
نحن الآن بصدد التمرس على القراءة المنهجية وكلما تقدم التلميذ في التمكن من مهاراتها كلما أصبحت المعالجة المنهجية أعمق في التناول , وكلما أحكم أدوات التحليل , كلما أحسن توظيفها بأقل جهد وأيسر زمن.
لنحاول التعامل مع نص *علال الفاسي* على أساس تلك الخطوات دون الجزم بانتهاء القراءة في تلك الحدود, إذ يمكن الاستئناس بطرح أي معطى يقدمه النص ويحتاج إلى تناول إضافي/ إذا لم نكن ملزمين بالتقيد بعناصر محددة , كوضعية الامتحان مثلا .