عزل م. عبد العزيز من طرف أهل مراكش ومبايعة أخيه م. عبد الحفيظ في1907 ثم بايعه أهل فاس في يناير1908. وحاول السطان الجديد معارضة قرارات مؤتمر الجزيرة الخضراء، لكنه تعرض لتهديد الدول الأوربية التي قررت عدم اغترافها به إلا بعد اعترافه بتلك القرارات، مما أجبره على قبولها. وتمكن م.عبد الحفيظ من الحصول على قرض من فرنسا بمبلغ 104 مليون فرنك قصد مواجهة التدهور الداخلي، مما مكنه من القضاء على ثورتي بوحمارة والريسوني.
أما النتائج الخارجية، فقد اعتبرت فرنسا واسبانيا قرارات المؤتمر بمثابة الضوء الأخضر الذي يسمح لهما باستعمار المغرب، وشرعتا في السيطرة على بعض أجزائه. لكن ألمانيا عارضت ذلك واعتبرته خرقا لقرارات المؤتمر، وأرست سفينة حربية(بانتير) إلى ميناء أكادير وهددت بقنبلته والاستيلاء عليه، مما دفع فرنسا إلى التفاوض مع ألمانيا ومنحها جزء من الكنغو مقابل تخليها عن المغرب. ...بعد إبعاد ألمانيا، استمر التوسع الفرنسي والاسباني داخل المغرب حيث احتلت الجيوش الفرنسية مدينة وجدة والبيضاء والشاوية وجزء من دكالة في 1907. واحتلت اسبانيا الريف الشرقي في 1909 ثم الريف الغربي في1911، وواجهتها قبائل المنطقة بقيادة محمد أمزيان. وفي نفس السنة وصلت الجيوش الفرنسية إلى مكناس وأحواز فاس، مما اضطر السلطان م.عبد الحفيظ إلى التوقيع على معاهدة الحماية في 30 مارس 1912، بعدما ثارت ضده قبائل فاس ومكناس. ثم اتفقت فرنسا واسبانيا على تحديد مناطق النفوذ بينهما في 27 نونبر 1912، وبذلك أصبح احتلال المغرب رسميا.