المنتدى العام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
bilalhit




عدد الرسائل : 7
العمر : 31
المدينة : marrakech
اسم الثانوية : fuck the love
تاريخ التسجيل : 01/02/2010

من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Empty
مُساهمةموضوع: من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم   من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Icon_minitimeالإثنين 1 فبراير - 13:23

بسم الله الرحمان الرحيم

من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Lol من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Icon_rolleyes

و الصلاة والسلام على
أشرف المرسلين
اللّهم اهدِنا فيمَن هَديْت و عافِنا فيمَن
عافيْت

و تَوَلَّنا
فيمَن تَوَلَّيْت و بارِك لَنا فيما أَعْطَيْت

و قِنا
واصْرِف عَنَّا شَرَّ ما قَضَيت سُبحانَك تَقضي ولا يُقضى عَليك

انَّهُ لا
يَذِّلُّ مَن والَيت وَلا يَعِزُّ من عادَيت تَبارَكْتَ رَبَّنا
وَتَعالَيْت

فَلَكَ
الحَمدُ يا الله عَلى ما قَضَيْت

وَلَكَ
الشُّكرُ عَلى ما أَنْعَمتَ بِهِ عَلَينا وَأَوْلَيت

نَستَغفِرُكَ
يا رَبَّنا مِن جمَيعِ الذُّنوبِ والخَطايا ونَتوبُ اليك

وَنُؤمِنُ
بِكَ ونَتَوَكَّلُ عَليك

و نُثني
عَليكَ الخَيرَ كُلَّه

أَنتَ الغَنِيُّ ونحَنُ الفُقَراءُ اليك

أَنتَ
الوَكيلُ ونحَنُ المُتَوَكِّلونَ عَلَيْك

أَنتَ
القَوِيُّ ونحَنُ الضُّعفاءُ اليك

أَنتَ
العَزيزُ ونحَنُ الأَذِلاَّءُ
اما بعد اريد مساعدتكم اذا كان احدكم يملك مسرحية (ابن الرومي في مدن الصفيح ) او حتى رايط للتحميل
ارجواااااااااااااااااااا مساعدتكم انتظر ردودكم
[/size] من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Icon_bounce


عدل سابقا من قبل bilalhit في الإثنين 1 فبراير - 13:25 عدل 1 مرات (السبب : مساعدة عاجلة)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://super_dive@hotmail.com
n89
عضو متميز
عضو متميز
n89


عدد الرسائل : 634
العمر : 35
المدينة : marocco
اسم الثانوية : faculté
تاريخ التسجيل : 06/02/2007

من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم   من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Icon_minitimeالثلاثاء 2 فبراير - 1:53

المسرحية

كتب "عبد الكريم برشيد" مسرحية" ابن الرومي في مدن الصفيح"[1] في خريف 1975 بمدينة الخميسات ، وانتهى من كتابتها في متم نفس السنة بمدينة الدار البيضاء. نشرت لأول مرة على صفحات مجلة *الآداب البيروتية* في عددها الثالث سنة 1978.بعد ذلك في مجلة *الفنون المغربية* في عددها الأول من سنة 1979.لتظهر في حلة جديدة سنة 2006 حيث قامت دار النشر* اديسوفت البيضاء*بطبعها ونشرها.

في ربيع 1979 قدمت مسرحية" ابن الرومي في مدن الصفيح" في المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمراكش ،حيث حازت على جائزة أحسن نص مسرحي وقد تزامن هذا التقديم مع تأسيس جماعة المسرح الاحتفالي وصدورها بيانها الأول. يقول في هذا الصدد برشيد" لقد كتبت هذه المسرحية قبل ظهور البيان الأول للمسرح الاحتفالي سنة76.وبالرغم من ذلك فقد جاءت تحمل كل إرهاصات المسرح الاحتفالي.."[2]
إن النص المسرحي" ابن الرومي في مدن الصفيح" عبارة عن سلسلة من اللوحات تعكس كل واحدة منها حدثا من الأحداث ،كل لوحة تجسد عملا فنيا متكامل الأجزاء فهي ورشة بحث في عناصر الصراع التاريخي والطبقي بين شرائح المجتمع العربي انطلاقا من عصر ابن الرومي وانتهاء بعصر مدن الصفيح.

1*دلالـة العنوان :

يحمل عنوان المسرحية" ابن الرومي في مدن الصفيح" حمولة رمزية بين عصرين: العباسي ببساطته في نمط الحياة و سذاجتها، بين أمل العيش وافتقار المحيط.والحاضر بتراثه الفاحش وصفيحه المذل.ويلعب دائما عبد الكريم برشيد على ورقة المزج بين الماضي و الحاضر،واستحضار التراث في ثوب الأنا الحاضر لتتفاعل المعاصرة و الأصالة في حلة احتفالية، ينهل من معينها كل مسرحيين الهواة أيا كانوا.فهو –عبد الكريم برشيد-المرجع وعمله(النص المسرحي/كتابته) السبيل لامتطاء سفينة المسرح وريحه.

2*دلالة رسم الـغـلاف : يتكون الغلاف من مستويين:

أ-المستوى الأول: لغوي ويشتمل على أربعة عبارات:
*الأولى توجد في أعلى الغلاف، وتعين اسم الكاتب (الدكتور عبد الكريم برشيد) وهي مكتوبة بلون ابيض.

*الثانيـة توجد تحت اسم الكاتب وبالتحديد في وسط الغلاف وتعين اسم المسرحية* ابن الرومي في مدن الصفيح* وهي مكتوبة بلون احمر.
*الثالثـة توجد في وسط الغلاف على الجهة اليسرى وهي مكتوبة بلون ابيض وتعين نوع المؤلف (نص مسرحي) *الرابعـة توجد في أسفل الغلاف وهي مكتوبة بلون ابيض وسط شريط احمر وتعين الاتجاه المسرحي الذي ينضوي تحته النص: احتفال مسرحي في سبع عشرة لوحة.
ب-المستوى الثاني : أيقوني وهو عبارة عن صورة فوتوغرافية ملونة، توجد في القسم الأسفل من الغلاف،تضم في فضائها خمس شخصيات مسرحية: ثلاثة رجال وامرأتان في وضعية حركية و تجاوبية تدل على وجود حوار وانفعالات جارية بينهم.وفي الخلفية تبرز معالم الديكور،وهي بمثابة مباني عتيقة تطل من ورائها صومعة مضاءة.
هذه الصورة تمثل وتجسد لحظة من لحظات تحققها فوق خشبة المسرح.ونرى أن اللون الغالب على وجه الغلاف هو اللون الأسود مما يعني أن الأمر يتعلق بحالة النفسية والتشاؤمية لبطلنـا ابن الرومي.
- فما علاقة هذه الصورة الدرامية بحكاية *ابن الرومي في مدن الصفيح*التي ستقدمها لنا هذه المسرحية ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
n89
عضو متميز
عضو متميز
n89


عدد الرسائل : 634
العمر : 35
المدينة : marocco
اسم الثانوية : faculté
تاريخ التسجيل : 06/02/2007

من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم   من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Icon_minitimeالثلاثاء 2 فبراير - 1:53

3* الحكايـة :

فضاء المسرحية امتداد لكل المدن العربية التي تعيش وطأة التهميش والفقر، سكانها بسطاء، حرموا من أدنى شروط العيش. وتطرح المسرحية إلى جانب هم الإنسان في بلوغ قوته اليومي،هاجس المكان/المأوى كهدف ثان في حياة متقلبة.ليصير الإفراغ وحلول البنايات الجديدة الشاهقة عوض الواقع-الحي القصديري-آفة مجتمع الحي .وتحضر عريب رغم واقع المجون منقذ ابن الرومي من عزلته و إخراجه إلى معانقة هموم ومشاكل ذاته/المجتمع.

4*الفضاء في *ابن الرومي في مدن الصفيح*

يظل عبد الكريم برشيد في احتفاله المسرحي وفيا لفضائه الأثير الممثل في ساحة الحي:
" يرفع الستائر عن ساحة نحيط بها مجموعة من دور القصدير وأخرى من القصب.
ظلام شبه تام تنبعث من "النوافذ" أضواء خافتة ترسلها شموع هزيلة ..." [3]
إن الساحة تشكل البؤرة التي سيلتقي فيها ابن دنيال بجمهوره، فهي فضاء الفرجة التي تتيح إمكانية استعادة لحظات حميمية ولقاء مباشرا بين الممثلين والجمهور دون فواصل أو قطائع. وفي حوار الطفل وابن دنيال:
يقول الطفل: ترى أين تمضي دائما هذه العربة؟.
ابن دنيال: إلى ساحة بغداد والشام.[4].
مما يؤشر على الحضور المكثف والاستراتيجي للساحة، فابن دنيال حيث حل وارتحل تشكل الساحة فضاءه الأثير.
وإذا كان المسرح في بداياته بسيطا، فإن الاحتفالية في نصوصها الإبداعية لا تشذ عن هذه القاعدة إذ لا نكاد نجد من العناصر المؤثثة للفضاء المسرحي سوى عنصر الإضاءة بوصفها لغة درامية تقوم بوظيفة التبئير عبر الإشارة إلى الفضاءات الأخرى المشكلة للنص الدرامي.
"تنطفؤ الأنوار بينما يبقى الستار مسدا بفتحة متحركة تكشف
عن رجل متحرك يخترق صفوف الجمهور"[5] .
إننا إزاء فضاء الخشبة حيث يقدم ابن دانيال وابنته فرجاتهما،وهو فضاء ليس في نهاية المطاف سوى فضاء الساحة/فضاء اللعب. هذا، وقد وظفت الإضاءة كتقنية تسعف في خدمة ثنائية الإخفاء والكشف، إذ نجد في اللوحة المسرحية المعنونة بـ "ابن الرومي يفتح الباب..." ما يلي:
" يغرق المنظر الخلقي داخل بقعة مظلمة. تُحرك إلى الأمام قطع سينوغرافية تمثل دار ابن الرومي يسمع طرق شديد على الباب "[6] إن غاية هذه الإشارة الواردة في هذا الإرشاد المسرحي هي رسم البيت الذي به يحيا ابن الرومي في وحدة قاتلة وعزلة مملة بعيدا عن هموم الناس وقضاياهم. وكذا الدلالة على الفقر والتهميش، وغياب أي استراتيجية ناجحة قادرة على تحسين الوضع. يقول المقدم وهو في ساحة الحي:
»اسمعوا لقد قرر أعضاء المجلس البلدي أن يقوموا بترحيل سكان هذا الحي إلى مكان ما... فعليه فلابد من إفراغ حي القصدير حالا حتى يمكن هدمه وبناؤه فنادق سياحية جميلة«[7] .
ورغم حقارة الحي ووضعه المزري، فإن أهله يجمعهم شغف للاجتماع حول خيال الظل الذي لا ينفصل عموما عن همومهم وقضاياهم الآنية وانشغالاتهم الراهنة يقول ابن دانيال:
" سأحكي عن شاعر فقير مثالكم في أكواخ الخشب والقصدير سنحكــي عن ابن الرومي الجديد ... سادتي امنحوني أحداقا واسعة وسمعا مرهفا فأنا لست مؤرخا. لا ولست معلم صبيان وعليه فإن كل مشابهة مع التاريخ
إن هي إلا اتفاق ومحض مصادفة ".[8]
إن حكاية الشاعر الفقير هاهنا هي حكاية ابن الرومي الذي أقفل الباب خلفه وابتعد عن الناس وانتكاسات الحياة وإحباطاتها ليوصف بالخوف والتشاؤم والقلق والانغلاق الذي سيتحول إلى انفتاح تام وتواصل كامل مع الناس عندما وعي بأن شقاءه يرتبط بوضعه الاجتماعي المزري في حي فقير حيث سيادة الغبن والظلم والاستغلال والتفاوت الاجتماعي ليقرر الاختلاط والنضال ممثلا بذلك نموذج الإنسان الاحتفالي العاشق للحياة والرغبة في النضال.
ولم يكن فضاء الحي القصديري قاتما تماما وسلبيا كليا، بل تضمن دلالات أخرى تجعل الحياة فيه أمرا ممكنا والاستمرار في العيش فيه متاحا، من قبيل العلاقات الاجتماعية الوطيدة بين ساكنيه مما يؤشر على التضامن والتعاون والتآزر وهو ما يجسد حوار ابن الرومي وأشعب المغفل. (صص 25-26).

علاوة على لحظات وجدانية وعلاقات حميمية منحت ابن الرومي شحنة نفسية في مواجهة الفقر ويتعلق الأمر بعلاقة العشق بينه وبين عريب الجارية:
-ابن الرومي: عشقتك قبل أن تكون الألوان والرداء، لو أحببتك والرداء يا فاتنة، لجعلت منك اثنين وأنت واحدة، حين أراك لا أرى شيئا سواك. في حضرتك تختفي كل الأشياء إلا أنت يا عريب...
-عريب: لم تجبني يا ابن الرومي... كيف تهواني
-ابن الرومي: شفافة كالنور كالضياء كغمامة وردية صافية كالنبع بلا لون بلا ظل، أهواك يا جارية،
*****
أهواك يا عريب أهواك عارية...[9]
فإذا كان بيت ابن الرومي سجنا قاتما وموحشا، فإن شخصية عريب قد أضفت عليه نوعا من حيوية الحياة، فهي القلب النابض بالحب التي لا يهمها سوى إظهار جمال جسدها حتى يكون لها تأثير على عين الرجل يقول ابن الرومي:
" عريب، الكون ظلام وعماء، فكيف بلا نور أهتدي؟
امنحيني رفقتك فأنا الآن سجين الإسمنت والحجارة، سجين هذا السقف،
سجين بغداد، سجين وساوسي وأوهامي السقيمة....
من غيرك لا أستطيع شيئا، فامنحيني يدك يا امرأة، امنحيني يدك." .[10]
--------------------------------------------------------------------------------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
n89
عضو متميز
عضو متميز
n89


عدد الرسائل : 634
العمر : 35
المدينة : marocco
اسم الثانوية : faculté
تاريخ التسجيل : 06/02/2007

من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم   من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Icon_minitimeالثلاثاء 2 فبراير - 2:05

wahada baht akhar hawla lmasrahia:

مسرحية "ابن الرومي في مدن الصفيح"

يحمل عنوان المسرحية "ابن الرومي في مدن الصفيح" مفارقة رمزية ودلالية بين شاعر عربي عاش في العصر العباسي حياة شعبية قوامها الفقر والانكماش والخوف والتكسب، ومكان معاصر هو المدينة بأحيائها القصديرية الصفيحية التي تشخص التفاوت الطبقي والصراع الاجتماعي وافتقار الناس البسطاء إلى أبسط حقوق الإنسان. أي أن العنوان يحيل على جدلية الأزمنة: الماضي والحاضر وتداخلهما. ومن خلاله، يتبين لنا أن الكاتب يعصرن التراث ويحاول خلقه من جديد عن طريق محاورته ونقده والتفاعل معه تناصا ومتناصا. ويعني هذا، أن عبد الكريم برشيد يشتغل كثيرا على التراث حتى أصبح نموذجا يقتدى من قبل المسرحيين الهواة وحتى من قبل رواد المسرح الاحتفالي مثل: الطيب الصديقي، وإبراهيم العلج وعبد الله شقرون. وهذه العناوين المدهشة الغريبة التي يتداخل فيها الماضي والحاضر أو التراث وحضور المكان (المدينة المعاصرة) موجودة عند برشيد بكثرة مثل: امرؤ القيس في باريس، عنترة في المرايا المكسرة، النمرود في هوليود.

وتحتوي مسرحية "ابن الرومي في مدن الصفيح" سبع عشرة لوحة احتفالية تجسد عالمين: عالم الخيال وعالم الواقع.

يدخل ابن دنيال صاحب خيال الظل بعربته الفنية ليقدم فرجته للجمهور مع ابنته دنيازاد التي تذكرنا بأسماء شخوص ألف ليلة وليلة. لكن المسئول عن الستارة يرفض السماح له بالدخول مادام العرض المسرحي لم يبدأ؛ لكنه سيتعرف عليه بعد أن يكتشف أنه من كبار المخايلين المتخصصين في خيال الظل، وقد أتى إلى الركح من أوراق التراث الصفراء ليظهر ما لديه من الحكايات والمرايا بدلا من هذه المناظر والمشاهد التي يسعى أصحابها إلى بنائها جاهدين، وفيها يفصلون الأغنياء عن الفقراء، بينما المسرح حفل واحتفال ومشاركة جماعية:

"عامل الستار: سأرفع الستار ولكن ليس الآن. عمال المناظر لم يكملوا البناء بعد.

ابن دنيال: عمال البناء؟...لكن، أي شيء يبنون الآن؟ أريد أن أعرف ذلك.

عامل الستار: لن ترى جديدا....

ابن دنيال: ماذا أسمع؟

عامل الستار...فمنذ كان المسرح والمناظر محصورة في شيئين. القصور للأغنياء...

ابن دانيال: ..والأكواخ للفقراء...

(تسمع الدقات التقليدية الثلاث، ينسحب عامل الستار) [11]

ويعرف ابن دنيال بنفسه وابنته ويقدمان نفسهما للجمهور كراويين سيقدمان له مجموعة من شخصيات خيال الظل قصد تسليته وإفادته، وأن ابن دنيال المخايل نزل من التاريخ المنسي إلى هامش الحاضر ليزرع بشارته وأمله في المستقبل:

ابن دنيال: أحبتي. أتيتكم من بين الصفحات الصفر الباليات.

من الزمن المعلب النائم فوق الرفوف.

كنت حرفا تائها. معلقا منشورا

فوق حبل الزمن

فجئتكم، كدفقة نور كموجة صوت

كليل يمطر أقمارا ونجوما ساطعات

كنت عمرا فقيرا، بذر في غيبة السمار زيته

فجئته الآن من قلب غمامة

أحمل حفنة زيت وفي القلب شرارة..."[12]

وبعد ذلك، يتحلق الأطفال حول عربة خيال الظل التي تنعكس في ستارتها الظلال والأضواء لتنسج أنفاسا احتفالية من الخيال والواقع، ولتعبربحكاياها عن فئات مجتمع المدائن والأقطار قريبة كانت أو بعيدة بكل تناقضاتها الحياتية.

وينتقل الكاتب من الخيال ومن لعبة خيال الظل إلى الواقع، واقع المدينة القصديرية ذات الأحياء الصفيحية حيث نلتقي بسكانها ولاسيما حمدان ورضوان وسعدان، هذه الطبقة الشعبية التي أنهكتها الظروف المزرية كالفقر والداء والبطالة وضغوطات الواقع التي لا تتوقف. يقصد المقدم هذه الفئة ليخبرها بضرورة الرحيل لتحويل هذا الحي الذي لا يناسبهم إلى فنادق سياحية جميلة تجذب السواح وتدر العملة الصعبة على البلد ريثما سيجد لهم المجلس البلدي مكانا لإيوائهم في أحسن الظروف. لكن أهل الحي رفضوا هذا المقترح وقرروا أن يكون موعد الرحيل من اختيارهم أنفسهم بدلا من أن يفرض عليهم من فوق وهو لا يخدمهم لا من قريب ولا من بعيد.وتدل الأسماء العلمية التي يحملها الثلاثة على السخرية والتهكم والمفارقة إذ يدل حمدان على الحمد وسعدان على السعادة و رضوان على الرضى على غرار عنوان المسرحية الذي يثير الحيرة والاستغراب المفارق.

ويحاول ابن دنيال أن يستقطب أهل الحي وأطفاله الصغار لكي يقدم لهم فرجة تنعكس على خيال الظل بعوالمه الفنطاستيكية وشخصياته التاريخية والأسطورية؛ لكن هذه الحكايات والقصص لم تعد تثير فضول السامعين وتشد انتباههم. لأنها حسب دنيازاد بعيدة عن واقعهم الذي يعيشون فيه. لذلك اختارت دنيازاد أن يكون الموضوع قريبا من حقيقة المشاهدين يمس مشاكلهم ويعالج قضاياهم ويطرح همومهم، أي يكون المعطى الفني شعبيا. وهذا ما قرر ابن دنيال أن يفعله، أن يحكي لهم قصة الشاعر ابن الرومي في مدينة بغداد التي قد تكون قناعا لكل المدن المعاصرة كما يكون ابن الرومي الشاعر المثقف قناعا لكل المثقفين المعاصرين.

"ابن دنيال: ابن الرومي الذي رسمته وقصصته بيدي ليس وليد بغداد التي تعرفون... شاعر الليلة يا سادتي قد يكون من باريز، من روما، من البيضاء، أو من وهران. قد يكون علي بن العباس أو قد يكون الشاعر لوركا. قد يكون المجذوب أو بابلونيرودا. قد يكون من حيكم هذا. قد يكون أنت أو أنت أو أنت، من يدري؟ قد يكون وقد يكون... سادتي... نرحل الآن إلى بغداد- الرمز."[13]

وبعد ذلك، ينقلنا ابن دنيال عبر صور خيال الظل وظلاله إلى بغداد المعاصرة بأكواخها الفقيرة وأحيائها القصديرية ومنازلها الصفيحية لنجد ابن الرومي منغلقا على نفسه منطويا على ذاته لا يريد أن يفتح بابه على العالم الخارجي ليرى الواقع على حقيقته: "هل أفتح الباب أو لا أفتحه؟ هل أفتحه؟

يومك يا ابن الرومي لغز محير، وأحلامك يا ضيعتي رموز غامضة... أحيا بين رمز ولغز."[14]

ويزداد ابن الرومي الشاعر المنكمش الخائف على نفسه من العالم الخارجي تشاؤما وتطيرا من الوجوه التي كان يجاورها في حيه الشعبي المتواضع: أشعب المغفل الذي يتهمه ابن الرومي بالغيبة والنميمة ونقل الأخبار بين الناس والتطفل عليهم وجحظة الحلاق الذي كان يزعجه بأغانيه المستهجنة ودعبل الأحدب بائع العطور والمناديل الذي يعتبره وجه النحس والشقاء وعيسى البخيل الإسكافي العجوز الذي كان يعتبره رمزا للشح والتقتير.كل هذه الوجوه الشقية المنحوسة كان يتهرب منها الشاعر العالم، ويكره العالم لأنه لم يجد إلا بيتا يطل على البؤساء والأشقياء والمعوقين والفقراء التعسين.لذا، أغلق بابه على هؤلاء الناس ولم يتركه مفتوحا إلا للذين يغدقون عليه بالنعم والفضائل من أمثال الممدوحين والأغنياء ورجال السلطة والأعيان خاصة رئيس المجلس البلدي. ويقصد الشاعر بيت عمته الرباب باحثا عن جارية حسناء ترافقه في دهاليز الحياة وتسليه في دروبها المظلمة الدكناء. ولم يجد سوى عريب الشاعرة الجميلة التي دفع فيها كل ما اكتسبه من شعره ومدحه قصد الظفر بها عشيقة وأنيسة تشاركه سواد الليالي ووحدته المملة القاتلة في كوخه الذي لا يسعد أي إنسان ولاسيما أنه يجاور دكاكين الجيران المنحوسين الأشرار. مما جعله يعاني من عقدة التطير والانطواء على الذات والهروب من بغداد المدينة وعالمها الخارجي ليعيش حياته في أحضان عريب سلطانة الحسن والدلال بكل حواسه: "وبعد هذا يا ضيوف المخايل وعشاق الخيال...

سار الشاعر الحزين وعريب خلفه... سارا إلى حيث لا نور، لامسك، لا ريحان، ولا وسائد، سارا إلى أكواخ الخشب والقصدير، إلى حيث النور شموع والفرش حصير.

وصل الشاعر، أغلق خلفه كل ثقب وباب، وأقام أزمانا في حضرة الجارية قيام أهل النسك في المحراب"[15]

وسيتحول ابن الرومي من شاعر مثقف إلى شاعر انتهازي متكسب لا يهمه سوى الحصول على الأعطيات والمنح من رجال الجاه والسيادة والسلطة حيث سيشتري رئيس المجلس البلدي ذمته بكتابة قصيدة شعرية يصور فيها بؤس الحي الصفيحي الذي يعيش فيه مع أولائك المنحوسين الأشقياء قصد طردهم من هذا الحي وهدم أكواخه التي يتعشش فيها الفقر والداء والبؤس والنحس قصد بناء فنادق سياحية تجلب العملة الصعبة لحكام بغداد الأثرياء وأعوانهم:

"الخادم يا زمان: .. المهم يا ابن الرومي أن المجلس البلدي قد اتخذ قرارا بهدم هذا الحي... لا تنزعج على بيتك، سيكون لك ماهو أحسن، نعم، لقد فكروا فيك جيدا. ستتحول هذه الأكواخ الحقيرة إلى مركب سياحي ضخم يأتيه السواح الأغنياء من نيسابور وجرجان وفاس وصقلية. ستمطره ألوان من العملة الآتية من أركاديا وفينيقيا وقرطاج، هل تعلم؟ إن المجلس البلدي لا يطلب منك شيئا كثيرا. نعم، لاشيء غير أبيات من الشعر. أبيات تصور الحي الحقير وأهله. أنت تؤمن بالشؤم، أليس كذلك؟ تؤمن بأن متاعبك آتية من هذه الأكواخ الوسخة. من دعبل الأحدب، من جحظة المغني، من عيسى البخيل، من أشعب المغفل، من كل الصعاليك والمشردين، هذه فرصتك يا ابن الرومي للتخلص- وإلى الأبد- من شؤم هذا الحي ونحسه.."[16]

ويستمر ابن الرومي في تطيره ونحسه حيث لا يفتح الباب مطلقا ليعرف ماذا وراء عالمه الداخلي المقفل؛ بل كان يطل على الواقع الموضوعي من ثقب صغير في الباب، وكان لا يرى من بغداد سوى جيرانه الأشقياء التعساء فيزداد تشاؤما إلى تشاؤم، فتسود الحياة في وجهه لولا الحب الذي تغدقه عليه جاريته الحسناء والأحلام اللذيذة التي تسعده في منامه ويقظته:

"أشعب المغفل: ولم لا؟ لقد قلتها دائما وما صدقتم. الشاعر أقدامه في التراب مثلنا ولكن رأسه في السحاب.

دعبل الأحدب: من أجل هذا إذن، أقفل الباب خلفه.

جحظة المعني: الملعون، وأنا من تصورته كل صباح ينهض من فراشه، يلبس أثوابه ثم يطل على بغداد من ثقب المفتاح.

عيسى البخيل: ومن الثقب يا جحظة ماذا يرى الشاعر؟

عيسى البخيل: ماذا يمكن أن يرى غير دعبل الأحدب القاعد صباح مساء بلا بيع ولا شراء؟

دعبل الأحدب: أما أنا فقد تصورته يا رفقتي يقوم كل صبح وفي عينيه حلم أخضر. يترك الوسادة وعلى شفاهه بقايا ابتسام الأحلام. يقوم الشاعر وفي قلبه شوق إلى بغداد فيكون أول شيء يسمعه هو صوت جحظة، فيعود المسكين إلى فراشه، يخلع ملابسه وفي قلبه خوف من يوم نحس... أعوذ بالله من يوم غرته صوت جحظة. ثم يتلو القرآن ويعلق التمائم ويقرأ اللطيف... يا لطيف..يا لطيف، يا لطيف، يا لطيف..."[17]

وينتقل ابن الرومي كما قدمه الراوي من شاعر متشائم متكسب إلى شاعر حالم مستلب ومغترب عن واقعه الخارجي، يعيش الخيال في واقعه يركب السحاب وهو معلق بالتراب الأرضي وكوخه الحقير يتأفف من جيرانه الذين يحبونه ويشعرون به أيما شعور وإحساس:

"عدتم من جديد، أنتم عذابي الذي يمشي وينطق، متى تفهمون أن حضوركم يسرق النور من أيامي؟ أجيبوني! أليس من حقي أن أحيا ككل الناس؟ ماذا أذنبت في حق السماء؟ ماذا أذنبت في حقكم؟ اغربوا عن وجهي واتركوني أجتر عذابي... إليكم عني.. ابتعدوا عن بابي وأعتابي، لقد لوثتم الضياء والهواء... اتركوني، اتركوني."[18]

وسيتصالح ابن الرومي مع جيرانه الذين قرروا الارتحال بعيدين عنه حتى يكون سعيدا في حياته ماداموا قد أصبحوا في رأيه رموز الشر والنحس والتطير والتشاؤم. لكن ابن الرومي سيتعلم درسا مفيدا من عريب- صارت حرة بعد انعتاقها من الرق وعبودية العقود المزيفة- التي اختارت أن تعيش معه بشرط أن يفتح بابه للآخرين وجيرانه الذين هم ضحايا الواقع والاستلاب والاستغلال طغمة الجاه والسلطة، وأن تعيش معه في هذا الحي الشعبي مع هؤلاء الناس الطيبين الأبرياء الذين همشوا من قبل المسئولين وأصحاب القرار الذين يريدون ترحيلهم قصد الاستيلاء على ممتلكاتهم وحيهم الذي يسكنون فيه لاستثماره في مآربهم الشخصية:

"عريب: لقد منحتني حق الاختيار وقد اخترت. اخترت أن أكون إلى جوارك، إلى جوار دعبل وعيسى وجحظة وأشعب وغير هؤلاء. إنني أراك واقفا في بركة ماء وعيونك فوق...سجين بغداد وأشياخها وسجين نفسك...ابن الرومي، إنني أشفق عليك من..."[19]

وسيصبح ابن الرومي شاعرا ثائرا يتصالح مع جيرانه ويمنعهم من الرحيل ويعترف بأخطائه الجسيمة التي ارتكبها في حقهم وبأن سماسرة السراب هم المسئولون عن هذا الاستلاب والتخدير الاجتماعي ووعدهم أن يكونوا يدا واحدة في وجه المستغلين وبائعي الأحلام الزائفة:

"ابن الرومي: عيسى، جحظة، دعبل، أشعب، اقتربوا. هذا قلبي التعس أنشره عند أقدامكم سجادا وبساطا. اقتربوا...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
n89
عضو متميز
عضو متميز
n89


عدد الرسائل : 634
العمر : 35
المدينة : marocco
اسم الثانوية : faculté
تاريخ التسجيل : 06/02/2007

من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم   من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Icon_minitimeالثلاثاء 2 فبراير - 2:08

جحظة المغني: (بارتياب) ما هذا الكلام الزائد؟

عيسى البخيل: هل أنت بخير يا ابن الرومي؟

ابن الرومي: نعم، لأول مرة أشعر بأنني أحيا وأتنفس وأرى. اقتربوا، اقتربوا يا من في أحداقكم أقرأ مافي القلب. قلوبكم ناصعة ظاهرة. أراها منشورة أمام الكل على حبل الغسيل... أشعب، يا رسول الحي وقلبه، لست فضوليا. نعم، لأنك الجزء والكل. أنت روح بغداد، الظل، بغداد الفقراء... وأنت ياجحظة، ياكروان حي الصفيح، غنيت عذابنا وشقاءنا، غنيت أفراحنا... وأنت يا دعبل...

دعبل الأحدب: سأرحل كما ودعتك يا ابن الرومي.

ابن الرومي: لا بل ستبقى، نعم، أخاف عليك من العراء. أخاف من قبضة السماسرة. ستبقى. سيبقى الجميع. وليذهب الخادم يا زمان إلى الجحيم...

عيسى البخيل: يا زمان؟!هذا الاسم جديد على سمعنا يا ابن الرومي..

ابن الرومي: سأحدثكم عنه، ولكم ليس الآن... وأنت يا عيسى؟

عيسى البخيل: لست بخيلا يا ابن الرومي. صدقني...

ابن الرومي: أصدقك..."[20]

وتختار عريب في الأخير أن تدفع الشاعر لمعرفة العالم الخارجي قصد تحريره من خياله وأوهامه وأحلامه وانكماشه الداخلي واغترابه الذاتي والمكاني، فأرسلته ليبحث لها عن خلخاله الذي ضاع منها في السوق؛ وبعد تردد وتجاهل قرر ابن الرومي أن ينزل عند رغبة عريب وأن يبحث لها عن خلخالها:

"عريب: (تحدث نفسها في حزن) ياالله! ماذا فعلت؟ بعثت به إلى السوق لا ليعود بالخلخال ولكن لأحرره من نفسه وأوهامه. تراني فعلت خيرا أم ارتكبت خطأ قاتلا؟ لست أدري.. لست أدري..."[21]

ويعود الكاتب إلى خيال الظل وصاحبه ابن دنيال الذي ثار عليه المشاهدون من أهل الحي القصديري؛ لأنهم لم يمنحهم الحلول ويخبرهم عن ابن الرومي الثائر الذي خرج إلى السوق والعالم الخارجي باحثا عن الخلخال الضائع. لكن ابنته دنيازاد وهي من جيل الحاضر على عكس أبيها الذي مازال يعيش أحلام الماضي الأصفر تدعو إلى الثورة والنضال والتغيير والتظاهر من أجل الدفاع عن الحقوق المشروعة فتختار الحركة بدلا من اللفظ البراق والشعارات الجوفاء:

"ابن دانيال: دنيازاد، إلى أين تذهبين يا ابنتي؟

دنيازاد: أين أذهب؟ أذهب إلى حيث يذهب هؤلاء.

ابن دانيال: ولكننا لسنا منهم، نحن من عالم آخر...

دنيازاد: أنت واهم يا أبي، ليس هناك إلا عالم واحد ومدينة واحدة...الكلمة التي تفتقر إلى الحركة هي كلمة زائفة تماما كعملة بلا رصيد. وجودنا داخل المدينة وعذابها أشياء لايمكن القفز فوقها. تعال يا أبي.. عذاب الفقراء ماكان يوما فرجة ولن يكون أبدا...تعال....(تمد يدها لابن دانيال. يتردد هذا لحظة لم يعطيها يده)."[22]

تجسد المسرحية – إذا- تقابلا بين عالمين: عالم الكلمة وعالم الحركة، وبين عالم الخيال الحلمي والواقع المدقع، إنها ثنائية جدلية تصور صراع المثقف العربي مع السلطة والواقع وأخيه الإنسان. لقد لاحظنا أن ابن الرومي عبر المسرحية مر بعدة مراحل:

1- ابن الرومي الشاعر المتشائم المنكمش

2- ابن الرومي الشاعر العاشق

3- ابن الرومي الشاعر المتكسب والمستلب

4- ابن الرومي الشاعر الثائر المتحرر من أوهامه

فبعد الموت والضياع والاستلاب والانكماش الذاتي والموضوعي يعود الشاعر إلى الحياة مرة أخرى شاعرا جديدا يعانق قضايا الناس وهمومهم ويكابد آلامهم ومعاناتهم ويحارب معهم سماسرة الزيف والسراب، إنه يموت لينبعث من جديد على غرار أسطورة العنقاء التي قوامها الاحتراق والموت والتجدد مرة أخرى بفضل فلسفة عشيقته عريب التي اقترحت عليه أن يتيه في العالم الخارجي ليعرف الواقع على حقيقته الواضحة بدون تزويق أو قناع. ويقول عبد الكريم برشيد بأن هذه المسرحية شاملة ومركبة من عدة مستويات: "أقول هذا لأن المسرحية تعتمد على بناء مركب. بناء تجسده مستويات متعددة ومتناقضة- مستوى الواقع- ومستوى خيال الظل- الحقيقية- الحلم- الوعي- اللاوعي- الحاضر- الماضي- أل (هنا)- أل (هناك) ويمكن أن نحصر كل هذا المستويات وأن نختصرها في مستويين اثنين أساسين: - مستوى الواقع. حيث الأحداث داخل حي قصديري منتزع من نفس المدينة التي تعرض بها المسرحية ومن نفس زماننا. - أما المستوى الثاني فيدور داخل صندوق خيال الظل. وهو صندوق المخايل شمس الدين بن دانيال وابنته دنيازاد. فيما بينهما وعلى هذا الأساس فإن قصة ابن الرومي لا يمكن أن ينظر إليها نظرة واحدة موحدة..."[23]
ويتبين لنا كذلك أن مسرحية ابن الرومي في مدن الصفيح مسرحية متركبة من لوحتين منفصلتين: لوحة واقع المدينة بأحيائها القصديرية وبؤسها المأساوي وانتشار الفكر الاستغلالي والتفاوت الاجتماعي والطبقي (لوحة الواقع الاجتماعي) ولوحة ابن الرومي التي يعكسها التخييل الدرامي عن طريق خيال الظل (التخييل التاريخي والتراثي). وداخل هذا السرد التخييلي نجد صراعا بين راو يعيش على أنقاض الماضي والبطولة الضائعة وراو يعيش عصره ويعانق همومه مثل المثقف العضوي الذي تحدث عنه أنطونيو غرامشي.كما أن المسرحية تزاوج بين الأصالة "ابن الرومي- ابن دانيال" والمعاصرة "واقع المدينة".وتبقى المدينة فضاء دراميا وسينوغرافيا لكثير من الكتابات المسرحية لما لهذا الفضاء المعاصر من آثار سلبية على الإنسان المعاصر بسبب الطابع التشييئي للعلاقات الإنسانية الناتجة عن الرأسمالية الجشعة والليبرالية الاقتصادية الفردية والعولمة التي صارت غولمة من شدة الاحتكار والتغريب والقضاء على الأصالة والخصوصيات الحضارية والفكرية للشعوب الضعيفة أو النامية كما نجد عند برشيد نفسه: إمرؤ القيس في باريس،والنمرود في هوليود أو عند المسكيني الصغير: عودة عمر الخيام إلى المدينة المنسية والخروج من معرة النعمان وأهل المدينة الفاضلة لرضوان أحدادو ومرتجلة فاس لمحمد الكغاط ومدينة العميان لمحمد الوادي والهجرة من المدينة لعبد الكريم الطبال.

ويتبين لنا مما سلف ذكره، أن مسرحية ابن الرومي هي مسرحية احتفالية اجتماعية واقعية جدلية تستحضر التراث لغربلته وتعريته لتشخيص عيوبه قصد إضاءته من جديد: بناء وإصلاحا عبر النقد الذاتي والتغيير الداخلي. ويقول ال مصطفى رمضاني: "فبرشيد قد وظف شخصية ابن الرومي كرمز للمثقف العربي غير المتموضع طبقيا، لأنه يعيش أزمة التأرجح بين طموحاته الطبقية والإحباطات المتتالية التي يعيشها في المجتمع. لهذا وجدناه يصور ابن الرومي كشخصية مركبة: ابن الرومي الوصولي، ابن الرومي العالم، ابن الرومي الثائر. فابن الرومي شخصية قد خلقها برشيد من خياله حقا. ولكن من المؤكد أن لها ما يعادلها في الواقع. ثم إن المبدع ليس مطالبا باستنساخ هذا الواقع حتى نطالبه بأن يعكسه لنا عكسا فوتوغرافيا. فالواقع معطى تاريخي ولكنه أيضا حركة لا تعرف الاستقرار. لهذا فالمبدع مطالب بتشريحه في أبعاده المختلفة والمعقدة عبر متغيراته وثوابته من أجل تغييره وخلق المستقبل".[24]

الصراع الدرامي في المسرحية

أما الصراع الدرامي فيتمثل في صراع المثقف ضد الاستلاب والاستغلال من خلال صورة ابن الرومي الشاعر العالم ورئيس المجلس البلدي وسماسرته المزيفين، وصراع أهل الحي القصديري (حمدان ورضوان وسعدان) ضد المقدم ورؤساء التخمة.وهذا يجسد لنا الصراع الطبقي والاجتماعي بين الفقراء وأهل الجاه والسلطة. كما أن هناك صراعا بين الفكر المثالي (ابن دنيال- ابن الرومي في بداية المسرحية ووسطها) والفكر الواقعي (حمدان ورضوان وسعدان ودنيازاد وعريب)، وصراعا بين المستغلين بكسر الغين (المقدم –رئيس المجلس البلدي- الخادم يا زمان ومساعديه- الرباب) والمستغلين بفتح الغين (كسعدان ورضوان وحمدان وابن الرومي وأشعب المغفل ودعبل الأحدب وجحظة المغني وعريب وجوهرة وحبابة)، ناهيك عن الصراع بين الفن والواقع وبين الانغلاق والانفتاح وبين الذات والموضوع وبين الماضي والحاضر.ولكن هذا الصراع في جوهره ليس عموديا كما كان في التراجيديات اليونانية الكلاسيكية بين البطل والآلهة بل هو صراع أفقي بين الإنسان والإنسان.

الشخصيات الدرامية

أما الشخصيات الدرامية في المسرحية فهي أقنعة رمزية، ويمكن تصنيفها إلى أصناف عدة، فهناك شخصيات تراثية تنتمي إلى الماضي الشعبي والأسطوري (ابن دنيال- دنيازاد)، والأدبي (ابن الرومي)، وشخصيات معاصرة تنتمي إلى الحاضر (سعدان- رضوان-حمدان- المقدم- رئيس المجلس البلدي)، كما أن هناك شخصيات مثالية مثل: ابن دنيال وابن الرومي وشخصيات واقعية مثل: سعدان ورضوان وحمدان وعريب. وهناك شخصيات كادحة مستغلة (بفتح الغين) مثل: سعدان وحمدان ورضوان وجحظة المغني وعيسى البخيل ودعبل الأحدب وعريب، وهناك وشخصيات مستغلة (بكسر الغين) تملك الجاه والسلطة والزيف مثل: المقدم، والخادم يا زمان، ورئيس المجلس البلدي.

الفضاء السينوغرافي

ومن حيث الفضاء السينوغرافي للمسرحية، فالنص يتموقع في فضاءين متقابلين: بغداد التراث بأكواخها الفقيرة والمدينة المعاصرة التي قد تكون الدار البيضاء بأحيائها القصديرية الصفيحية أو مدينة معاصرة أخرى، دون أن ننسى الفضاء الاحتفالي وهو الخشبة بخيال ظلها. ولكن يلاحظ أن هناك تداخلا في الأمكنة والأزمنة (الماضي/الحاضر) مما يجعل المسرحية تنزاح عن القاعدة الأرسطية (الوحدات الثلاث) في بناء النص المسرحي.

ولكن ما هي تجليات الاحتفالية في هذه المسرحية من حيث المعطى الدلالي والسينوغرافي؟

تجليات الاحتفالية في المسرحية

من أهم تمظهرات النظرية الاحتفالية في هذه المسرحية نجد التعيين الجنسي تحت اسم "احتفال مسرحي" بدل العرض المسرحي أو النص المسرحي وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى انتماء النص إلى المسرح الاحتفالي الذي استبدل كثيرا من المصطلحات كتقسيم الفصول إلى لوحات احتفالية وتسمية الكتاب بالنص الاحتفالي.كما يحمل العنوان عنصر الإدهاش والفانتازيا والتغريب والمفارقة من خلال استخدام التراث في جدلية مع الواقع المعاصر والعزف على إيقاع تداخل الأزمنة: الحاضر في الماضي والماضي في الحاضر.وتظهر الاحتفالية في اعتبار المسرح حفلا واحتفالا يشمل التمثيل والرقص والشعر والغناء والزجل، والثورة على الدقات التقليدية الثلاث والخشبة الإيطالية بمناظرها وكواليسها وستاراتها ونزع الأقنعة التي تذكرنا بنظرية التغريب البريختية وتكسير الجدار الرابع لأن ابن دانيال ودنيازاد ينطلقان من الصالة ليمرا إلى الخشبة كما في اللوحة الاحتفالية الأولى، وتتجلى أيضا في استخدام الذاكرة الشعبية كاستنطاق خيال الظل المرتبط بابن دانيال وتوظيف السينما والمسرح داخل المسرح (مسرحة الجواري الثلاث لمعلمتهن رباب وهي تصدر أوامرها)، والاعتماد على لغة متنوعة كالحوار والشعر والمنولوج والسرد الحكائي كما نجده لدى ابن دانيال علاوة على لغة الرقص والغناء (لغة الجواري) ولغة التصفيق عند المتلقي. كما تتداخل لغة التراث الفخمة الجزلة ولغة الواقع المعاصر.

وتحضر الاحتفالية في الواقعية الشعبية التي تتجسد في معانقة هموم الفقراء والطبقة الكادحة وتصوير مدن الصفيح ومعاناة سكانها من الطرد التعسفي و الاستغلال والظلم وتهديدات أهل الجاه والنفوذ والسلطة. كما تتجلى هذه الشعبية في ذلك التواصل الحميمي بين الممثلين والجمهور وبين الراوي والطبقة الشعبية وابن الرومي مع أهل حيه. كما تنتهي المسرحية بخاتمة احتفالية تتمثل في الأمل والتغيير والتبشير بمستقبل جديد مادام هناك إرادة التحدي والإصرار والكفاح:

"دنيازاد: أنت واهم يا أبي، ليس هناك إلا عالم واحد ومدينة واحدة... الكلمة التي تفتقر إلى الحركة هي كلمة زائفة تماما كعملة بلا رصيد. وجودنا داخل المدينة وعذابنا أشياء لايمكن القفز فوقها. تعال يا أبي... عذاب الفقراء ماكان يوما فرجة ولن يكون أبدا... تعال..." [25]

وسينوغرافيا، لقد وظف الكاتب تقنيات المسرح الفقير كالستائر والمصطبة والإطارات والنوافذ التي تشكل دور القصدير ودار ابن الرومي والدكاكين الصغيرة والساحة.أما الإكسسوارات والملحقات فكانت وظيفية واحتفالية كعربة خيال الظل والشمع وآلة العود والسبحة والأقنعة والمناشير والكتاب... كما تبدو الموسيقى التصويرية وظيفية تتلون سيميائيا وسياقيا وتتغير بتغير اللوحات والمشاهد الدرامية. و تتخذ الملابس دلالات سيميائية كأثواب الغجر كما عند ابن دنيال وابنته أو لباس العمال كما عند رضوان أو لباس الويسترن الأمريكي كما عند عاشور...إنها دلالات مختلفة ذات شفرة رمزية احتفالية. أما اللغة فهي لغة احتفالية تقوم على الحوار والشعر والرقص والغناء والفصحى والعامية والسخرية والمفارقة والفكاهة اللعبية.كما تتجلى الاحتفالية في تكسير الوحدات الثلاث: فهناك تعدد الأمكنة (المدينة المعاصرة- بغداد ابن الرومي) وتداخل الأزمنة (الماضي والحاضر والمستقبل) وتعدد الأحداث (قصة ابن الرومي- قصة سكان الحي القصديري مع المقدم) وتركيب اللوحات الدلالية المنفصلة التي تنزاح عن القالب الأرسطي الذي يتميز بالاتساق الدلالي (لوحة المدينة المعاصرة منفصلة دلاليا عن لوحة ابن الرومي على الرغم من وجود التوازي والتماثل البنيوي والإيقاعي).

ويثبت مصطفى رمضاني أن المسرح الاحتفالي، على المستوى السينوغرافي، يعتمد على: "تقنيات بسيطة وموحية، فالديكور ينبغي أن يكون وظيفيا ودالا، والإنارة تأخذ بعدا سيميولوجيا وكذا التمويج ولا وجود للإكسسوارات إلا إذا كانت وظيفية، أيضا لهذا يكون الاقتصاد في هذا المستوى السينوغرافي ضروريا لأن طاقة الممثل الجسدية هي الأساس في التواصل، أي أن التواصل الاحتفالي ينبغي أن يعتمد على طاقات حية وإنسانية من خلال اللغة والحركة والحوار."[26]

وخلاصة القول: إن "ابن الرومي في مدن الصفيح" خير نموذج درامي ونص مسرحي يعبر بكل وضوح وجلاء عن النظرية الاحتفالية باعتبارها بديلا للمسرح الغربي الأرسطي، كما أن هذا النص الاحتفالي يشكل مرحلة مهمة في تأصيل المسرح العربي وتأسيسه. ولكن تبقى المشكلة الأساسية في هذا المسرح كما يطرحه النص في صعوبة التحرر من الخشبة الإيطالية ومستلزماتها السينوغرافية والإخراجية التي تتناقض والنظرية الاحتفالية التي تدعو إلى فضاء مفتوح كالساحات والأماكن العمومية والفضاءات المنفتحة وأماكن الحلقة.... ومهما تفهمنا تبريرات ال عبد الكريم برشيد عن استحالة وجود هذه الفضاءات الاحتفالية لأسباب سياسية وأمنية فإننا لن نقبل باحتفالية جزئية تلبس قالبا أرسطيا وغربيا ومضمونا عربيا.
-----
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
n89
عضو متميز
عضو متميز
n89


عدد الرسائل : 634
العمر : 35
المدينة : marocco
اسم الثانوية : faculté
تاريخ التسجيل : 06/02/2007

من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم   من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Icon_minitimeالثلاثاء 2 فبراير - 2:17

الشخصية دلالة الاسم الوظيفة الاجتماعية السمات الخارجية السمات الأخلاقية والنفسية
ابن الرومي الاغتراب شاعر شاعر فقير. عاطل. يسكن كوخا صفيحيا في أحياء بغداد. وحيد بدون أهل. مولى عريب. الانكماش. الخوف. التطير. منغلق على نفسه. مثالي. عاشق الجواري.

أشعب المغفل التطفل والغفلة رسول الحي عالم. شاعر. خطيب. خير. طيب مع جيرانه ولاسيما مع ابن الرومي.
جحظة المغني جحوظ العينين
حلاق مولع بالغناء. فقير. له دكان صغير. الطيبوبة. المرح.

دعبل الأحدب التشويه الخلقي بائع العطر والمناديل
تاجر. فقير. ظهر متورم. الطيبوبة. حب الجوار.
عيسى البخيل البخل إسكافي عجوز. فقير. يقتصد في معيشته لشراء كفن الموت الطيبوبة. الواقعية.
عريب العروبة جارية شاعرة. مغنية. راقصة. راوية. جميلة الحسن. ابنة العرب. واقعية. اجتماعية. إنسانية.
جوهرة غلاء الثمن جارية عازفة على آلة العود. المرح. الطيبوبة.
حبابة اللمعان والاتقاد جارية طرازة. ابنة الروم. جميلة المنظر بجيدها وعيونها الزرق وحواجبها. المرح. الطيبوبة.
الرباب الموسيقى والغناء والعزف
معلمة الجواري تاجرة في الجواري. امرأة عجوز شمطاء ماكرة. شريرة. مستغلة. فاجرة. تحب المال. خبيثة.
المقدم الأولوية في الإشراف ونقل الأخبار من عيون السلطة من أعوان السلطة. رجل متسلط. يرافقه الأعوان لتنفيذ الأوامر. رسول الشؤم والنحس. خبيث. ساخر.
الخادم يا زمان خدمة السلطة خادم رئيس المجلس البلدي سمسار حقير. يتولى تسيير الشؤون المالية والعاطفية لرئيس المجلس البلدي. كذاب. محتال. مادي. منافق. زائف.

عاشور قد يكون من مواليد عاشوراء أبله الحي طفل كبير. يرتدي ثياب رعاة البقر. يحمل مسدسا. أبله ومجنون. يحب اللعب الطفولي. الطيبوبة. حب اللعب. حب السينما.

سعدان السعد المفارق كاتب عمومي
الفقر. يسكن حيا قصديريا ( صفيحيا). حكيم الحي ولقمانه. واقعي.
رضوان الرضى المفارق عامل الفقر. يسكن حيا قصديريا. صاحب بذلة زرقاء. ساعد الحي. واقعي.
حمدان الحمد المفارق
شاعر الحي القصديري الفقر. يسكن حيا قصديريا. الزعامة. الواقعية.
ابن دنيال دلالة تراثية مرتبطة بخيال الظل صاحب خيال الظل وراو مخايل. عجوز. من الجيل الماضي. مثالي. عالم.
دنيازاد دلالة تراثية مرتبطة بألف ليلية وليلة مساعدة صاحب خيال الظل وراوية كذلك فتاة غجرية. ابنة ابن دانيال. شابة. من الجيل الحاضر. واقعية. ثورية. اجتماعية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
bilalhit




عدد الرسائل : 7
العمر : 31
المدينة : marrakech
اسم الثانوية : fuck the love
تاريخ التسجيل : 01/02/2010

من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم   من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم Icon_minitimeالثلاثاء 2 فبراير - 7:26

شكرا لكم شكرا جزيلا اتمنى لكم النجاح و التوفيق انشاء الله
ولكن اذا كان عندك المؤلف لكان احسن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://super_dive@hotmail.com
 
من فضلكم زملائي التلاميذ احتاج الى مساعدتكم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العام :: الجذع المشترك :: المواد الأدبية-
انتقل الى: