إلى أين؟ لاأدري إلـى ايـن إنمـا
أدب على أنفـي أسيـر بـلا نحْـوِ
تهاجمني الأشبـاح فـي كـل ليلـة
وتخنقني يقظان يندى لهـا عضـوي
فمـا عللـي إلا مـن العلـل التـي
تغص بها أرضي ويشقى بها علوي
فنحن ثمار الأرض فالمـر يعتـري
من المر أما الحلو فهْو مـن الحلْـوِ
.............................................................................................................................
سئمت من الدنيا ومن نكباتها
وأرغب في نوم بإحدى المقابر
فلست أرى كالقبر داعية الندى
ولست أرى كالقبر مأوى لثائر
ففي القبر يمسي الناس في رتبة معا
ويبتعد المقهور من شر قاهر
..............................................................................................................................
امانه يا بعد كوني
ترد الضحكه لعيوني
انا من بعدكم ضايع
حزين ومنخطف لوني
............................................................................................................................
تتوقد الجمـرات بعـد خمودهـا
و تَجَدّد الأشـواق مـن ملحودهـا
ويصير قلب مـلّ مـن خفقانـه
عـادت إليـه حياتـه بجديـد هـا
ويصير ترشـق عينـه ممشوقـة
تذكـي بـه لهبـا بناعـم جيد هـا
لكأنه عـرف النشـور بعيْـد أن
أمسى بجوف الأرض غير سعيدها
إن الحياة إذا استطعت رجوعهـا
للذيـذة تغنـي الفتـى برغيد هـا
وإذا غدت طرحتْك مجهل قفـرة
جورا فليس أجل مـن جلمودهـا
وإذا حظيت بهـا فتلـك كرامـة
وإذا نفتـك فأنـت بيـن عبيدهـا
مازلت تلسعـك العقـارب تـارة
وتُعدّ في أرجائهـا مـن سود هـا
..........................................................................................................................
عشق الموت وإلماماته المكروهة
هو الموت ذو عينيـن لا تخذلانـه
يرى بهما ما شـاء غيـر حسيـر
إذا ما اشتهت حوباؤه رجلا مضى
إليـه رويـدا أو مضـى بكـرور
يـزوّده ماشـاء مـن كـل علـة
إلى أن تراه انهـد فـوق سريـر
وأضحى هوى واصفرّ رغم شبابه
وأصبح لا يمشـي كشيـخ كبيـر
فيخنقـه حتـى يجـود بـروحـه
فيتركـه فينـا بأقسـى مصـيـر
فنمضي بـه مستعجليـن بروحـه
إلى حيث يبقى في ظـلام القبـور
فيصرخ صبرا بي أو انبطحوا أسى
وإذ لم تريدونـي فهيمـوا كعيـر