يـا أيـهـا القـلـب الــذي تــاه فــي دروب هـواهـا
أيـهـا القـلـب الــذي لــم تسـمـع لـنـداء ٍ سـواهـا..
هــل ارتـويـت مــن رذاذ وقـطـرات ذلــك المـطـر
وهـل أنبـت الربيـع بأرضـك .. ورداً ، ونرجـس ، وفــلاً..
وعــبــادا شــمـــس ٍ وآلاف ، آلاف الــزهـــر
أيهـا القلـب هـل لا رأيـت للابتهـاج الفراشـات الملـونـة
وهــل سمـعـت الـحـان ٍ تـشـدوا بـهــا الـطـيـور..
وهل نبت العشب خلف جـدار الوهـم ، وخلـف ذلـك السـور
وهل جنيت أحلى الثمار يا قلـب مـن علـى غصـون الشجـر
وهـل سعـدت وسهـرت فـي تـلـك الليـالـي الجميـلـة
و هـل لياليـه ليـال ِ وداد ٍ ، وعشـقٍ ، وليـالـي وصــال ..
وهــل هــي ليـالـي هــوس ٍ ، وطــرب ٍ ، وسـمـر ..
أم ان الربـيـع لـديـك لـيـس مــن بـاقـي الفـصـول ..
وغيومها سحب صيـفٍ ..تتلبـد قليـلاً ثـم تتـواري و تـزول ..
أم أنـهــا أتـــت بـقــدر .. وسـتـذهـب بــقــدر
ورحيـلـهـا مـــن أقـســى تـصـاريـف الــقــدر ..
ويحـك يــا قـلـب الأمنـيـات الكـاذبـة مــاذايـرجـو..
ويـحــك يـــا قـلــب ، بالله مــــاذا دهــــاك
إمـا زلـت تـردد عساهـا تـجـود بالـوصـل عسـاهـا
ألم تعلم يا قلب.. أنها سترحـل بوقـت الأصيـل قبـل عشاهـا..
وان هـي تيممـت يـا قلـب بوجـه حبهـا عـنـك بعـيـد
وخـلـفـتـك لـلـظـنـون ، الهم والــعـــذاب..
والألــــــــم وحــــيــــد.. وحــــيــــد..
وأعـلـنــت زهــــورك الانــهــزام والــذبــول
ولم تقدر الرجاء ، ولم يفيد ا الخضوع ، ولـم تكتـرث با لعتاب
ولـم تجـدي … ، ولـن تـجـدي الحـلـول ، ولا الحـلـول ..
فيالا ذلك العذاب أيها القلـب .. ويالهـا مـن مـرارة ولوعـه.
فأغلق أبوابـك .. وسـد نوافـذك ..و أطفـأ أنـورمصابيحـك..
وأرتد أثـواب السـواد كمـداً ، وحزنـاً ، وحـداداً مـن جديـد
لـقـد رحـلـت وبـيـع الـــذي بـالـهـوى شـراهــا ..
رحـلـت وخلـفـتـك كـسـيـراً ، جـريـحـاً ورآهـــا
آهٍ .. يـــا قـلــب مـالــك و مـــال الــهــوى
آه ٍ .. يــا قـلـب كـيـف بــك الهـيـام قــد هــوى.
نقضت عهداً غليظ ٍ بيننا .. وأقسمت الا تعـود وأخلفـت وعدنـا ..
فأين ذهبت كل تلك التجـارب .. وأيـن ذهبـت خوالـي سنينـا..
آما انتهيت يا قلب من بعد كل ذلك ألا تتيم .. وبعد كل ذلك الجوى ..
آه ٍ يـــا قــلــب وآه آه .. آه ٍ يــــا قــلــب آه ..
هـربــت مـــن الـرمـضـاء واسـتـجــرت باللهب
هربـت مـن الماضـي الصعـب .. إلـى الحاضـر الصعـب
هنالك كانت المشكلة .. وهنالك تقف يا قلبي كالتلميـذ الكسـول ..
حار تفكيـره ، وبـدا مرتبكـاً ، وعاجـزا ً عـن إيجـاد iiحـلا..
وحـــــــداً لــــهــــذه الــمــعــادلــة
فكنت أنت أيها القلب .. نعم أنت.. من تحمل لوقود نارك الحطـب ..
فـأنـت لـسـت نـجــم يـضــيء فـــي سـمـاهـا
ولـسـت بفـارسـهـا .. ولـســت أنـــت مـنـاهـا
حاولـت جزافـاً يـا قـلـب خــوض حــربٌ ضــروس
ودقـــت طـبــول الـحــرب ورفـعــت الـرايــات
وتقيـدت بتقاليـد المعـارك .. ومـا تفرضـه مـن طقـوس
و لـبـســت درعــــك ، واتـشـحــت سـيــفــاً
وأخذت كفايتـك مـن النبـال .. فقـد حانـت ساعـة النـزال ..
وحانـت ساعـة الدافـع عـن الكرامـة .. وعـن النفـوس
ولـكـن .. خانـتـك قــواك .. وتسـربـلـت بـالـدمـاء ..
ووقعـت أنـت..يـا قـلـب صريـعـاً .. وأنــت المغـتـال ..
لقـد خضـت معركـة لا تمتلـك فيـهـا الـعـدة والعـتـاد
وسـقـطـت مثـلـمـا سـقـطـت مـديـنـة بــغــداد
و قــد كــان غزاتـهـا يشتبـهـون بمـجـرد اشتـبـاه ..
وقتلت أنت يا قلب بمحض افتراء .. و كذلـك بمجـرد اشتباها