PrInCeSs Of NeEd عضو متميز
عدد الرسائل : 2561 العمر : 36 المدينة : YOuR HeArT اسم الثانوية : CPGE CENTRE BM تاريخ التسجيل : 02/06/2007
| موضوع: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!! الأربعاء 25 يونيو - 5:25 | |
|
هنا أختار لكم بعضا من الأحداث العظيمة والوقائع الجسيمة التي تنقلها لنا كتب التاريخ والسير .. من تاريخنا الإسلامي العظيم .. ولنا فيها عضة وعبرة وسيكون ذلك بصفة مستمرة إنشاء الله تعالى .. و الكتاب الإلكتروني .. نعمة عظيمة .. نشكر الله العظيم الذي هيأها لنا ..
وموقع نداء الإيمانhttp://www.al-eman.com/
يحتوي الآلاف من أمهات الكتب .. التي أفادتني جدا في ذلك المجال ..
..................... الحدث الأول :
مقتل الخليفة الأموي سنة مائة وست وعشرين :
الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، أبو العباس، الأموي الدمشقي.
بويع له بالخلافة بعد عمه هشام في السنة الخالية بعهد من أبيه كما قدمنا.
وأمه أم الحجاج بنت محمد بن يوسف الثقفي.
وكان مولده سنة تسعين.
وقيل: ثنتين وتسعين.
وقيل: سبع وثمانين.
وقتل يوم الخميس لليلتين بقيتا في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة، ووقعت بسبب ذلك فتنة عظيمة بين الناس بسبب قتله، ومع ذلك إنما قتل لفسقه، وقيل: وزندقته.
قتل يزيد بن الوليد الناقص للوليد بن يزيد :
قد ذكرنا بعض أمر الوليد بن يزيد وخلاعته ومجانته وفسقه، وما ذكر عن تهاونه بالصلوات واستخفافه بأمر دينه قبل خلافته وبعدها، فإنه لم يزدد في الخلافة إلا شراً ولهواً ولذةً وركوباً للصيد وشرب المسكر ومنادمة الفساق، فما زادته الخلافة على ما كان قبلها إلا تمادياً وغروراً، فثقل ذلك على الأمراء والرعية والجند، وكرهوه كراهة شديدة، وكان من أعظم ما جنى على نفسه حتى أورثه ذلك هلاكه، إفساده على نفسه بني عميه هشام والوليد بن عبد الملك مع إفساده اليمانية، وهي أعظم جند خراسان، وذلك أنه لما قتل خالد بن عبد الله القسري وسلمه إلى غريمه يوسف بن عمر الذي هو نائب العراق إذ ذاك، فلم يزل يعاقبه حتى هلك، انقلبوا عليه وتنكروا له وساءهم قتله، كما سنذكره في ترجمته.
ثم روى ابن جرير بسنده أن الوليد بن يزيد ضرب ابن عمه سليمان بن هشام مائة سوط وحلق رأسه ولحيته وغرَّبه إلى عمان فحبسه بها، فلم يزل هناك حتى قتل الوليد وأخذ جارية كانت لآل عمه الوليد بن عبد الملك، فكلمه فيها عمر بن الوليد، فقال: لا أردها.
فقال: إذاً تكثر الصواهل حول عسكرك.
وحبس الأفقم يزيد بن هشام، وبايع لولديه الحكم وعثمان، وكانا دون البلوغ، فشق ذلك على الناس أيضاً، ونصحوه فلم ينتصح، ونهوه فلم يرتدع ولم يقبل.
قال المدائني في روايته: ثقل ذلك على الناس ورماه بنو هاشم وبنو الوليد بالكفر والزندقة وغشيان أمهات أولاد أبيه وباللواط وغيره، وقالوا: اتخذ مائة جامعة على كل جامعة اسم رجل من بني هاشم ليقتله بها، ورموه بالزندقة وكان أشدهم فيه قولاً يزيد بن الوليد بن عبد الملك، وكان الناس إلى قوله أميل، لأنه أظهر النسك والتواضع، ويقول: ما يسعنا الرضا بالوليد حتى حمل الناس على الفتك به.
قالوا: وانتدب للقيام عليه جماعة من قضاعة واليمانية وخلق من أعيان الأمراء وآل الوليد بن عبد الملك، وكان القائم بأعباء ذلك كله والداعي إليه يزيد بن الوليد بن عبد الملك، وهو من سادات بني أمية، وكان ينسب إلى الصلاح والدين والورع، فبايعه الناس على ذلك، وقد نهاه أخوة العباس بن الوليد، فلم يقبل.
فقال: والله لولا إني أخاف عليك لقيدتك وأرسلتك إليه.
واتفق خروج الناس من دمشق من وباء وقع بها، فكان ممن خرج الوليد بن يزيد أمير المؤمنين في طائفة من أصحابه نحو المائتين، إلى ناحية مشارف دمشق، فانتظم إلى يزيد بن الوليد أمره وجعل أخوه العباس ينهاه عن ذلك أشد النهي، فلا يقبل، فقال العباس ذلك:
إني أعيذكم بالله من فتن * مثل الجبال تسامى ثم تندفع
إن البرية قد ملت سياستكم * فاستمسكوا بعمود الدين وارتدعوا
لا تلحمن ذئاب الناس أنفسكم * إن الذباب إذا ما ألحمت رتعوا
لا تبقرنَّ بأيديكم بطونكم * فثم لا حسرة تغني ولا جزع
(ج/ص: 10/11)
فلما استوثق ليزيد بن الوليد أمره، وبايعه من الناس، قصد دمشق فدخلها في غيبة الوليد فبايعه أكثر أهلها في الليل، وبلغه أن أهل المزة قد بايعوا كبيرهم معاوية بن مَصَاد، فمضى إليه يزيد ماشياً في نفر من أصحابه، فأصابهم في الطريق خطر شديد، فأتوه فطرقوا بابه ليلاً ثم دخلوا فكلمه يزيد في ذلك فبايعه معاوية بن مصاد.
ثم رجع يزيد من ليلته إلى دمشق على طريق القناة وهو على حمار أسود، فحلف أصحابه أنه لا يدخل دمشق إلا في السلاح، فلبس سلاحاً من تحت ثيابه فدخلها.
وكان الوليد قد استناب على دمشق في غيبته عبد الملك بن محمد بن الحجاج بن يوسف الثقفي، وعلى شرطتها أبو العاج كثير بن عبد الله السلمي.
فلما كان ليلة الجمعة اجتمع أصحاب يزيد بين العشائين عند باب الفراديس، فلما أذن العشاء الآخرة دخلوا المسجد، فلما لم يبق في المسجد غيرهم بعثوا إلى يزيد بن الوليد، فجاءهم فقصدوا باب المقصورة، ففتح لهم خادم، فدخلوا فوجدوا أبا العاج وهو سكران، فأخذوا خزائن بيت المال وتسلموا الحواصل، وتقووا بالأسلحة.
وأمر يزيد بإغلاق أبواب البلد، وأن لا يفتح إلا لمن يعرف، فلما أصبح الناس قدم أهل الحواضر من كل جانب فدخلوا من سائر أبواب البلد كل أهل محلة من الباب الذي يليهم، فكثرت الجيوش حول يزيد بن الوليد بن عبد الملك في نصرته، وكلهم قد بايعه بالخلافة.
وقد قال فيه بعض الشعراء في ذلك:
فجاءتهم أنصارهم حين أصبحوا * سكاسكها أهل البيوت الصنادد
وكلب فجاؤهم بخيل وعدة * من البيض والأبدان ثم السواعد
فأكرم بها أحياء أنصار سنة * هم منعوا حرماتها كل جاحد
وجاءتهم شيبان والأزد شرعاً * وعبس ولخم بين حام وذائد
وغسان والحيَّان قيس وثعلب * وأحجم عنها كل وان وزاهد
فما أصبحوا إلا وهم أهل ملكها * قد استوثقوا من كل عات ومارد
وبعث يزيد بن الوليد عبد الرحمن بن مصاد في مائتي فارس إلى قطنا، ليأتوه بعبد الملك بن محمد بن الحجاج نائب دمشق وله الأمان، وكان قد تحصن هناك، فدخلوا عليه فوجدوا عنده خرجين في كل واحد منهما ثلاثون ألف دينار، فلما مروا بالمزة قال أصحاب ابن مصاد: خذ هذا المال فهو خير من يزيد بن الوليد.
فقال: لا والله، لا تحدث العرب أني أول من خان.
ثم أتوا به يزيد بن الوليد فاستخدم من ذلك المال جنداً للقتال قريباً من ألفي فارس، وبعث به مع أخيه عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك خلف الوليد بن يزيد ليأتوا به، وركب بعض موالي الوليد فرساً سابقاً فساق به حتى انتهى إلى مولاه من الليل، وقد نفق الفرس من السوق، فأخبره الخبر فلم يصدقه وأمر بضربه، ثم تواترت عليه الأخبار فأشار عليه بعض أصحابه أن يتحول من منزله إلى حمص فإنها حصينة.
(ج/ص: 10/12)
وقال الأبرش سعيد بن الوليد الكلبي: أنزل على قومي بتدمر، فأبى أن يقبل شيئاً من ذلك، بل ركب بمن معه وهو في مائتي فارس، وقصد أصحاب يزيد فالتقوا بثقلة في أثناء الطريق، فأخذوه وجاء الوليد فنزل حصن البخراء الذي كان للنعمان بن بشير، وجاءه رسول العباس بن الوليد إني آتيك - وكان من أنصاره - فأمر الوليد بإبراز سريره فجلس عليه وقال: أعليَّ يتوثب الرجال وأنا أثب على الأسد وأتخصر الأفاعي ؟
وقدم عبد العزيز بن الوليد بمن معه، وإنما كان قد خلص معه من الألفي فارس ثمان مائة فارس، فتصافوا فاقتتلوا قتالاً شديداً فقتل من أصحاب العباس جماعة حملت رؤسهم إلى الوالي، وقد كان جاء العباس بن الوليد لنصرة الوليد بن يزيد، فبعث إليه أخوه عبد العزيز فجيء به قهراً حتى بايع لأخيه يزيد بن الوليد واجتمعوا على حرب الوليد بن يزيد، فلما رأى الناس اجتماعهم فروا من الوليد إليهم، وبقي الوليد في ذل وقل من الناس، فلجأ إلى الحصن، فجاؤا إليه وأحاطوا به من كل جانب يحاصرونه، فدنا الوليد من باب الحصن فنادى ليكلمني رجل شريف، فكلمه يزيد بن عنبسة السكسكي.
فقال الوليد: ألم أدفع الموت عنكم؟ ألم أعط فقرائكم؟ ألم أخدم نساءكم ؟
فقال يزيد: إنما ننقم عليك انتهاك المحارم وشرب الخمور ونكاح أمهات أولاد أبيك، واستخفافك بأمر الله عز وجل.
فقال: حسبك يا أخا السكاسك، لقد أكثرت وأغرقت، وإن فيما أحل الله لي لسعة عما ذكرته.
ثم قال: أما والله لئن قتلتموني لا ترتقن فتنتكم، ولا يلم شعثكم، ولا تجتمع كلمتكم.
ورجع إلى القصر فجلس ووضع بين يديه مصحفاً فنشره، وأقبل يقرأ فيه وقال: يوم كيوم عثمان، واستسلم، وتسور عليه أولئك الحائط، فكان أول من نزل إليه يزيد بن عنبسة، فتقدم إليه وإلى جانبه سيف، فقال: نحه عنك.
فقال الوليد: لو أردت القتال به لكان غير هذا، فأخذ بيده وهو يريد أن يحبسه حتى يبعث به إلى يزيد بن الوليد.
فبادره عليه عشرة من الأمراء، فأقبلوا على الوليد يضربونه على رأسه ووجهه بالسيوف، حتى قتلوه، ثم جروه برجله ليخرجوه، فصاحت النسوة، فتركوه واحتز أبو علاقة القضاعي رأسه.
واحتاطوا على ما كان معه مما كان خرج به في وجهه ذلك، وبعثوا به إلى يزيد مع عشرة نفر منهم: منصور بن جمهور، وروح بن مقبل، وبشر مولى كنانة من بني كلب، وعبد الرحمن الملقب: بوجه الفلس، فلما انتهوا إليه بشروه بقتل الوليد، وسلموا عليه بالخلافة، فأطلق لكل رجل من العشرة عشرة آلاف.
(ج/ص: 10/13)
فقال له روح بن بشر بن مقبل: أبشر يا أمير المؤمنين بقتل الوليد الفاسق، فسجد شكراً لله.
ورجعت الجيوش إلى يزيد، فكان أول من أخذ يده للمبايعة يزيد بن عنبسة السكسكي فانتزع يده من يده، وقال: اللهم إن كان هذا رضى لك فأعني عليه.
وكان قد جعل لمن جاءه برأس الوليد مائة ألف درهم، فلما جيء به وكان ذلك ليلة الجمعة - قيل: يوم الأربعاء - لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة، فأمر يزيد بنصب رأسه على رمح وأن يطاف به في البلد.
فقيل له: إنما ينصب رأس الخارجي.
فقال: والله لأنصبنه.
فشهره في البلد على رمح ثم أودعه عند رجل شهراً ثم بعث به إلى أخيه سليمان بن يزيد فقال أخوه: بعداً له، أشهد أنك كنت شروباً للخمر، ماجناً فاسقاً، ولقد أرادني على نفسي هذا الفاسق وأنا أخوه لم يأنف من ذلك.
وقد قيل: إن رأسه لم يزل معلقاً بحائط جامع دمشق الشرقي مما يلي الصحن حتى انقضت دولة بني أمية.
وقيل: إنما كان ذلك أثر دمه، وكان عمره يوم قتل ستاً وثلاثين سنة.
وقيل: ثمانياً وثلاثين.
وقيل: إحدى وثلاثين.
وقيل: ثنتان، وقيل: خمس، وقيل: ست وأربعون سنة.
ومدة ولايته سنة وست أشهر على الأشهر.
وقيل: ثلاثة أشهر.
قال ابن جرير: كان شديد البطش، طويل أصابع الرجلين، كانت تضرب له سكة الحديد في الأرض ويربط فيها خيط إلى رجله ثم يثب على الفرس فيركبها ولا يمس الفرس، فتنقلع تلك السكة من الأرض مع وثبته.
.. من كتاب البداية والنهاية .
................
| |
|
PrInCeSs Of NeEd عضو متميز
عدد الرسائل : 2561 العمر : 36 المدينة : YOuR HeArT اسم الثانوية : CPGE CENTRE BM تاريخ التسجيل : 02/06/2007
| موضوع: رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!! الأربعاء 25 يونيو - 5:27 | |
| سنة ثلاثين ومائة من الهجرة
......
ذكر دخول أبي حمزة الخارجي المدينة النبوية واستلائه عليها :
قال ابن جرير: وفي هذه السنة: كانت وقعة بقديد بين أبي حمزة الخارجي الذي كان عام أول في أيام الموسم، فقتل من أهل المدينة من قريش خلقاً كثيراً، ثم دخل المدينة وهرب نائبها عبد الواحد بن سليمان، فقتل الخارجي من أهلها خلقاً، وذلك لتسع عشرة ليلة خلت من صفر من هذه السنة، ثم خطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوبخ أهل المدينة، فقال: يا أهل المدينة إني مررت بكم أيام الأحول - يعني: هشام بن عبد الملك - وقد أصابتكم عاهة في ثماركم فكتبتم إليه تسألونه أن يضع الخرص عنكم فوضعه، فزاد غنيكم غناً وزاد فقيركم فقراً، فكتبتم إليه جزاك الله خيراً، فلا جزاه الله خيراً. في كلام طويل.
فأقام عندهم ثلاثة أشهر بقية صفر وشهري ربيع وبعض جمادى الأول فيما قال الواقدي وغيره.
(ج/ص: 10/39)
وقد روى المدائني أن أبا حمزة رقى يوماً منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: تعلمون يا أهل المدينة ! أنا لم نخرج من بلادنا بطراً ولا أشراً، ولا لدولة نريد أن نخوض فيها النار، وإنما أخرجنا من ديارنا أنا رأينا مصابيح الحق طمست، وضعف القائل بالحق، وقتل القائم بالقسط، فلما رأينا ذلك ضاقت علينا الأرض بما رحبت، وسمعنا داعياً يدعو إلى طاعة الرحمن، وحكم القرآن، فأجبنا داعي الله {وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ} [الأحقاف: 32]، أقبلنا من قبائل شتى، النفر منا على بعير واحد عليه زادهم وأنفسهم، يتعاورون لحافاً واحداً، قليلون مستضعفون في الأرض، فآوانا الله وأيدنا بنصره، فأصبحنا والله بنعمة الله إخواناً، ثم لقينا رجالكم بقديد فدعوناهم إلى طاعة الرحمن وحكم القرآن، ودعونا إلى طاعة الشيطان وحكم بني مروان، فشتان لعمر الله بين الغي والرشد، ثم أقبلوا نحونا يهرعون قد ضرب الشيطان فيهم بجرانه، وغلت بدمائهم مراجله، وصدق عليهم ظنه فاتبعوه، وأقبل أنصار الله عصائب وكتائب، بكل مهند ذي رونق، فدارت رحانا واستدارت رحاهم، بضرب يرتاب منه المبطلون.
وأنتم يا أهل المدينة ! إن تنصروا مروان يسحتكم الله بعذاب من عنده أو بأيدنا، ويشف صدور قوم مؤمنين.
يا أهل المدينة ! أولكم خير أول، وآخركم شر آخر.
يا أهل المدينة ! الناس منا ونحن منهم، إلا مشركاً عابد وثن أو كافراً أهل كتاب، أو إماماً جائراً.
يا أهل المدينة ! من زعم أن الله يكلف نفساً فوق طاقتها، أو يسألها ما لم يؤتها، فهو لله عدو، وأنا له حرب.
يا أهل المدينة ! أخبروني عن ثمانية أسهم فرضها الله في كتابه على القوي والضعيف، فجاء تاسع ليس له منها ولا سهم واحد، فأخذها لنفسه، مكابراً محارباً لربه.
يا أهل المدينة ! بلغني أنكم تنتقصون أصحابي قلتم شباب أحداث، وأعراب جفاة أجلاف، ويحكم ! فهل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شباباً أحداثاً شباباً، شباباً والله مكتهلون في شبابهم، غضة عن الشر أعينهم، ثقيلة عن السعي في الباطل أقدامهم، قد باعوا لله أنفساً تموت بأنفس لا تموت، قد خالطوا كلالهم بكلالهم، وقيام ليلهم بصيام نهارهم، منحية أصلابهم على أجزاء القرآن، كلما مروا بآية خوف شهقوا خوفاً من النار، وإذا مروا بآية شوق شهقوا شوقاً إلى الجنة.
فلما نظروا إلى السيوف قد انتضيت، وإلى الرماح قد شرعت، وإلى السهام قد فوقت، وأرعدت الكتيبة بصواعق الموت، استخفوا والله وعيد الكتيبة لوعيد الله في القرآن، ولم يستخفوا وعيد الله لوعيد الكتيبة، فطوبى لهم وحسن مآب، فكم من عين في مناقير الطير طال ما فاضت في جوف الليل من خشية الله، وطال ما بكت خالية من خوف الله، وكم من يد زالت عن مفصلها طال ما ضربت في سبيل الله وجاهدت أعداء الله، وطال ما اعتمد بها صاحبها في طاعة الله، أقول قولي هذا وأستغفر الله من تقصيري، وما توفيقي إلا بالله.
(ج/ص: 10/40)
ثم روى المدائني، عن العباس، عن هارون، عن جده، قال: كان أبو حمزة الخارجي قد أحسن السيرة في أهل المدينة، فمالوا إليه حتى سمعوه يقول: برح الخفا أين عن بابك نذهب ؟
ثم قال: من زنا فهو كافر، ومن سرق فهو كافر.
فعند ذلك أبغضوه ورجعوا عن محبته.
وأقام بالمدينة حتى بعث مروان الحمار عبد الملك بن محمد بن عطية أحد بني سعد في خيل أهل الشام أربعة آلاف، قد أنتخبها مروان من جيشه، وأعطى كل رجل منهم مائة دينار وفرساً عربيةً، وبغلاً لثقله، وأمره أن يقاتله ولا يرجع عنه، ولو لم يلحقه إلا باليمن فليتبعه إليها، وليقاتل نائب صنعاء عبد الله بن يحيى.
فسار ابن عطية حتى بلغ وادي القرى فتلقاه أبو حمزة الخارجي قاصداً قتال مروان بالشام فاقتتلوا هنالك إلى الليل، فقال له: ويحك يا ابن عطية ! إن الله قد جعل الليل سكناً فأخِّر إلى غد.
فأبى عليه أن يقلع عن قتاله، فما زال يقاتلهم حتى كسرهم فولوا ورجع فلهم إلى المدينة، فنهض إليهم أهل المدينة فقتلوا منهم خلقاً كثيراً، ودخل ابن عطية المدينة، وقد انهزم جيش أبي حمزة عنها، فيقال: إنه أقام بها شهراً ثم استخلف عليها، ثم استخلف على مكة وسار إلى اليمن فخرج إليه عبد الله بن يحيى نائب صنعاء، فاقتتلا فقتله ابن عطية وبعث برأسه إلى مروان.
وجاء كتاب مروان إليه يأمره بإقامة الحج للناس في هذه السنة، ويستعجله في المسير إلى مكة.
فخرج من صنعاء في اثني عشر راكباً، وترك جيشه بصنعاء، ومعه خرجٌ فيه أربعون ألف دينار، فلما كان ببعض الطريق نزل منزلاً إذ أقبل إليه أميران يقال لهما: ابنا جمانة من سادات تلك الناحية، فقالوا: ويحكم ! أنتم لصوص.
فقال: أنا ابن عطية وهذا كتاب أمير المؤمنين إلي بأمرة الحج، فنحن نعجل السير لندرك الموسم.
فقالوا: هذا باطل.
ثم حملوا عليهم فقتلوا ابن عطية وأصحابه ولم يفلت منهم إلا رجلٌ واحدٌ، وأخذوا ما معهم من المال.
قال أبو معشر: وحج بالناس في هذه السنة: محمد بن عبد الملك بن مروان، وقد جعلت إليه إمرة المدينة ومكة والطائف، ونائب العراق ابن هبيرة، وإمرة خراسان إلى نصر بن سيار، غير أن أبا مسلم قد استحوذ على مدن وقرى كثيرة من خراسان، وقد أرسل نصر إلى ابن هبيرة يستمده بعشرة آلاف قبل أن لا يكفيه مائة ألف، وكتب أيضاً إلى مروان يستمده، فكتب مروان إلى ابن هبيرة يمده بما أراد. | |
|
rachidarmouch عضو متميز
عدد الرسائل : 1111 العمر : 36 المدينة : agadir اسم الثانوية : everything تاريخ التسجيل : 16/05/2007
| موضوع: رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!! الخميس 3 يوليو - 10:43 | |
| | |
|
PrInCeSs Of NeEd عضو متميز
عدد الرسائل : 2561 العمر : 36 المدينة : YOuR HeArT اسم الثانوية : CPGE CENTRE BM تاريخ التسجيل : 02/06/2007
| موضوع: رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!! الجمعة 11 يوليو - 6:30 | |
| | |
|
PrInCeSs Of NeEd عضو متميز
عدد الرسائل : 2561 العمر : 36 المدينة : YOuR HeArT اسم الثانوية : CPGE CENTRE BM تاريخ التسجيل : 02/06/2007
| موضوع: رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!! السبت 30 أغسطس - 3:41 | |
| | |
|
aziz chaouki عضو متميز
عدد الرسائل : 1507 العمر : 39 المدينة : lyon france اسم الثانوية : naprovital migal تاريخ التسجيل : 03/04/2007
| موضوع: رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!! السبت 30 أغسطس - 17:54 | |
| merçi pour le sujet
9rito kaml hamdolah | |
|
PrInCeSs Of NeEd عضو متميز
عدد الرسائل : 2561 العمر : 36 المدينة : YOuR HeArT اسم الثانوية : CPGE CENTRE BM تاريخ التسجيل : 02/06/2007
| موضوع: رد: أحداث عظيمة ... لنا فيها عبرة ...!! الأحد 31 أغسطس - 4:25 | |
| | |
|