هدا منتدى ديال الإجتماعيات
ولكن معليش هاكي هاهو الملخص من إنجاز الأخت missblue4
الشخصية
الطرح الإشكالي
الشخصية مفهوم إشكالي يقوم على مجموعة من التقابلات, الفطري/المكتسب ؛ الطبيعي/الثقافي؛ الفردي/الاجتماعي/الحتمية/الحرية... على ضوءها نطرح التساؤلات التالية:
1- هل فهم الشخصية يقتصر على نظام واحد من أنظمتها (نظام الشخص؛النظام النفسي-النظام الاجتماعي )أم أن دلك لا يستقيم إلا ادا اخدت بعين الاعتبار كل هده الأنظمة الثلاثة بشكل مترابط ومتكامل ؟
2 –هل علاقة الفرد بالشخصية علاقة حرية أم علاقة حتمية ؟هل كل شخص حر فى اختيار الشخصية التي يراها مناسبة له أم انه يعيش شخصية تبعا لمحددات الأنظمة النفسية ولاجتماعية الموضوعية ؟
المحور 2 الشخصية وأنظمة بناءها
الإشكال
كيف تتحدد حقيقة الشخص :هل من خلال السلوكات الخارجية الظاهرة للشخص أم في دلك الواقع الباطن الخفي له
-هل يمكن لفهم حقيقة الشخصية لاقتصار على مقومات نظام الشخص أم على مقومات النظام النفسي أم على مقومات النظام لاجتماع ى ؟أم أن تحديد حقيقة لأنظمة يستلزم هده الأنظمة الثلاثة في ترابطها وتكاملها ؟
1-المقارنة الفلسفية
إن وعي الإنسان بداته لابد أن يمر عبر مرحلة أولى تعتبر كبداية للوعي الحقيقي وتتجلى في تمثل الذات كجسد أو كعضوية بيولوجية لكن لاتجاه الفلسفي اعتبر أن ما هو بيولوجي غير كاف لتحديد حقيقة الشخص ,لدلك يركز هدا الاتجاه على مفهوم الشخص كذات حرة مسؤولة وواعية كما هو تابت فيها رغم ما يلحقها من تغيرات هدا الشيء لتابت هو ما يعطيه ابن سينا اسم النفس (العقل)التي تظل ثابتة جميع عمر الإنسان رغم ما يلحق الجسد وأجزاءه من تغيرات وتحلل وانتقاص ادن فالنفس هي الشي التابت الدي يشكل جوهر الشخص وماهيته وهي مغايرة للبدن وأجزاءه الظاهرة و الباطنة.
ويشترك ديكارت مع ابن سينا في هدا التصور الفلسفي بمفهوم الشخص حيث يعتبر أن النفس والدات المفكرة اليقين الأولى و الجوهر الوحيد الدي لايمكن أن يتسرب إليه الشك وقد خلص ديكارت إلى هده النتيجة أثناء سعيه لتأسيس معرفة يقينية لاتبات وجوده بعد أن خاض تجربة الشك في كل شئ حيث انتهى به تأمله وحدسه العقلي إلى أول حقيقة يقينية وهي الكوجيطو (أنا اشك أنا أف كر ادن أنا موجود) . ادن فالشخصية حسب ديكارت تمكن في كونه جوهرا فصفته المتميزة هي التفكير ,هدا جوهر تابت وقار وهو النفس أو الذات المفكرة التي تظل قائمة رغم تغيرات الجسد ,فإلى أي حد ساهم الفكر أو التفكير في ارتباط الإنسان كشخص متميز ؟
عكس كل الحيوانات التي تخضع لضرورات الحيات الطبيعية وما يسودها من حتمية بيولوجية فان الإنسان يتفوق عليها بامتلاكه ميزة التفكير والعقل الدي يخول له تبوء مكانة أسمى بين موجودات العالم هده الملكة (العقل)يعتبرها كانط جوهر الذات لأنها تجعل من الإنسان كائن حرا ومريدا ومسؤولا أخلاقيا وقانونيا ,كما تمنحه شيء بمينا لا يمتلكه أي كائن آخر وهو الكرامة الإنسانية مما يستوجب النظر إليه كقيمة في حد ذاته وكغاية تستحق التقدير ولاحترام والتكريم وليس كمجرد وسيلة يمكن استغلالها ولاستغناء عنها
خلاصة القول فان المقاولة الفلسفية ركزت بالأساس على اعتبار الشخص أساس الشخصية و بالتالي تناولت فيه جوهره وماهيته والتي حددها ابن سينافي النفس وديكارت في الذات المفكرة وكانط في الذات لأخلاقية
2 مقاربة العلوم الإنسانية
ادا كان الخطب الفلسفي قد اعتمد في تحديده الشخصية على أساس خطاب الشخص ,فان العلوم الإنسانية اعتبرت الشخصية بناء تجريديا ونموذجا خضريا لفهم سلوك أو ميزة الشخص بهدف التحكم فيه وتوجيهه ودلك من خلال نفسية واجتماعية وسنحاول الوقوف على خصوصية مفهوم الشخصية انطلاقا من اتجاهين رئيسيين ومختلفين باختلاف المقدمات التي ينطلق منهي كاتجاه
أ-الاتجاه السيكولوجي (النفسي)
يعتبر هدا لاتجاه أن النظام النفسي بكل المكونات الشعورية وللشعورية والسلوكات وألانفعلات...في تفاعلها وحركتها هي المحددات الأسا س للشخصية.ونظرا لشعب الظواهر النفسية وتعددها فقد تعددت المدارس السيكولوجية (المدرسة الشعورية ,الدراسة السلوكية ,مدرسة التحليل النفسي ...)واختلفت باختلاف التوابت التي انطلقت منها .وستناول مدرسة التحليل النفسي كنموذج لمقاربة الشخصية من الزاوية النفسية ظهرت مدرسة التحليل النفسي في القرن 19
بمفاهيم وتصورات جديدة احدتت ضجة في كل الأوساط الثقافية ولاجتماعية وقد انطلق ممثلها سيكموند فرويد من الممارسة العادية ليكشف أن الشخصية خاضعة لمحتويات اللاشعوري: وهي لاتعطى جاهزة بل تنبثق أسسها و بوادرها الأولية في مرحلة جد مبكرة من حياة الفرد تم تنبني و تنمو باستقرار. أي أن شخصية الراشد ماهي إلا نتاج لتاريخ أزلي تعود جدوره إلى مرحلة الطفولة والماضي السحيق للفرد. كما يربط فرويد بين عقدة أديب و بين انبتاق الشخصية لدى الطفل لانه بفضل هدا المركب تتولد مشاعر وعواطف وخيرات ومعارف... تعد لبنات أساسية لبناء الشخصية . فضلا عن دلكيركز فرويد على النمو الجنسي و تأثيره على حياة الفرد النفسية فهو يعتبر أن الطفل يمر بمراحل جنسية أساسية ( الفمية, الفرجية, الجنسية, التأملية...) تبتدأ بعلاقته مع والديه و ما يصاحبها من عواطف قد تكون إيجابية مبنية على الحنان و قد تكون سلبية مبنية على العدوان تمارس مفعولا يدوم لمدة طويلة.
وتتحدد الشخصية حسب فرويد كبناء نفسي يتكون من ثلاث أنساق أو مناطق دينامية:
-ألهو: (اللاشعوري) وهو منطقة كثيفة ضبابية تضم مجموع الغرائز و الرغبات والدوافع اللاشعورية... وتتمركز كلها حول نزعة ++أي نزعة الجنس التي تسمى إلى تحقيق اللذة و اجتناب الألم ويشكل ألهو نسق هاما و ضروريا لفهم الشخصية.
-الأنا: وتمثل هده المنطقة الشعور والإدراك والوعي وهو يتكون من الأفعال الإرادية ومن بعض الرغبات اللاشعورية التي أفصحت على نفسها و تلائمه مع الواقع بصورة ما ودلك لان محتويات ألا شعور تموج بالغليان +نحو التحقق لتظهر في منطقة الشعور ولتروي ضمئها من اللذة غير الآني ليفتأ يتخذ الحيطة والحذر في ممارسة فعل الرقابة على محتويات اللاشعوري التي تحاول التسلل بطرق غير مشروعة فيستعمل لصدها ميكانيزمات دفاعية (الإسقاط, التبرير, التعويض...)
-الأنا الأعلى: وهو مجموع القيم الأخلاقية و الدينية والضوابط الاجتماعية (الأواصر, النواهي, العادات والتقاليد...) التي تنظم علاقات الناس وتحكم سلوكا تهم وتشكل سلطة في المجتمع يتم استدخالها عبر ++لتترسخ في شخصية الفرد بشكل اللاشعوري ويسير هدا النسق حول مبدأ الكمال و يساعد ألانا في ممارسة فعل الرقابة حتى لا تكتسح الرغبات المكبوتة الحياة النفسية.
أن العالقة بين هده الأنساق الثلاثة هي التي تحدد توازن الشخصية وانعدامه. فادا استطاع ألانا التوفيق بين مطالب كل من الأنا الأعلى والهو والعالم الخارجي تحددت تبعا لدلك شخصية الفرد كشخصية سوية: أما ادا فشل ألانا وطفا الهو والانا الأعلى على الحياة النفسية ينتج عن دلك شخصية لاسوية أما عصابية أو دهايبة
ت- الاتجاه السوسيولوجي (الاجتماعي )
ادا كانت السيكولوجية في تصورها لشخصية اعتمدت على النظام النفسي. فان السوسيولوجيا اعتمدت في دلك على النظام الاجتماعي واعتبرت أن شخصية الفرد تتحدد طبقا لعوامل اجتماعية اكثر منها عضوية أو نفسية. فالفرد لا يعيش كذات معزولة و منغلقة على ذاتها اعتمدت في دلك على النظام الاجتماعي واعتبرت أن شخصية الفرد تتحدد طبقا لعوامل اجتماعية اكثر منها عضوية أو نفسية. فالفرد لا يعيش كذات معزولة و منغلقة على ذاتها بل يتفاعل و يتشارك التأثير مع الغير ضمن محيط سوسيو ثقافي : ومن تم تتحدد سلوكا ته طبقا للمحيط الدي يعيش فيه و الدور المنوط به. تم الثقافة التي ينتمي إليها. دالك أن كل مجتمع يأتر على أفراده ويطيعهم بطابعه الخاص عن طريق التربية الاجتماعية . فهل ينتج المجتمع الواحد شخصية واحدة ونمطية أم شخصيات متعددة ومختلفة؟ يؤكد رالف لنتون على مسألة أنماط الشخصية وتغيرها من مجتمع للآخر طبقا للاختلاف الطبقات غير انه داخل نفس المجتمع يبرز نوعان من الشخصية: الشخصية الأساسية: وتهم مجموع الاستجابات والعواطف والسلوكات والأفكار التي يشترك فيها الفرد داخل نفس المجتمع وهي تضمن الاندماج والوفاق والتقارب بين أفراد المجتمع الواحد تجاه المواقف والوقائع التي تعترضهم. وتشكل الشخصية الأساسية جزءا لايتجزء من تكوين شخصية كل فرد داخل المجتمع
الشخصيات الوضيفية: حيث تلعب الأوضاع والمستويات و الوضائف دورا أس أسيا في تحديد شخصية كل فرد تجاه الموضوعات الخارجية. وهي لاتقل أهمية عن الشخصية الأساسية في ضمان سلامة سير المجتمع وحفظ سلامة المجتمع وحفظ التعامل السليم بين أفراده
وخلاصة القول وبغض النظر عن مجموع الاتجاهات التي تطرقنا إليها والتي بالغت كل منها في الاهتمام بجانب واحد من جوانب الشخصية نقول ان هده الاخيرة مفهوم مركب ومتكامل تتضافر في بنائه كل المحددات العقلية والنفسية والاجتماعية
المحوا ر3 الشخص ودوره في بناء شخصيته
1- الإشكال: هل علاقة الشخص بشخصيته علاقة حرية أم علاقة حتمية؟ أي هل يمتلك الإنسان بوصفه شخصا من الحرية ما يجعله قادرا على اختيار شخصيته وفق النموذج الدي يلائمه وعلى تغييرها بحسب ما يريد:أم يعيش شخصيته بشكل خارج عن إرادته طبقا للأنظمة النفسية والاجتماعية الموضوعية؟
أ- خطاب الحتمية مع العلوم الإنسانية
آن تعامل العلوم الإنسانية كموضوع ومحاولة صهر شخصيته داخل قوالب علمية منظمة وجامدة يمكن ظبطها والتحكم فيها لا يخلو من الظلم في حق الإنسان. ودلك لان تسليم التحليل النفسي بدوافع اللاشعوري وجعلها هي الموجه لسلوكات الفرد يدفع إلى التسليم بحتمية ميكانيكية نفسية تسلب الإنسان حريته وارادته. كما أن اعتبار ماضي الفرد هو المتحكم في شخصيته ياغي تأثير المستقبل وأمانيه فضلا عن دلك فان الاتجاه السوسيولوجي بتركيزه على المجتمع كمجال حيوي تنبثق فيه شخصية الفرد يسلم بتأثير المجتمع بشكل أساسي في تكوين شخصية الإنسان فضلا عن مبادرة هدا الأخير ودوره في بناء شخصيته فادا كان الإنسان يخضع فعلا لهده الحتميات و لا يخرج عنها فانه قيمة تبقى له ادا صنف بجوار الحيوانات والتي تخضع فعلا لمبدأ الحتمية؟
أن العلوم الإنسانية بالرغم مما قامت به من أبحاث وما توصلت إليه من نتائج, فإنها أثناء تعاملها مع الشخصية الإنسانية ذوبت حقيقة الذات وما تملكه من قدرات ووعي وارادة داخل قوالب علمية جامدة. فالإنسان ++لها مفعول به وخاضع للاكراهات وراثية أو نفسية أو اجتماعية...هي التي تتحكم في سلوكاته وتوجهها في اتجاه معين من أنماط الشخصية أنها تتصور الإنسان كشخص يعيش شخصيته بشكل خارج عن إرادته وهي بدالك اختزلت واحة لشخص ووعيه وحريته. هدا الاختزال و الإقصاء والتشئ في حق الإنسان كذات واعية وحرة ومريدة وأخلاقية هو ما دفع بالعديد من المفكرين إلى انتقاد اتجاه العلوم الإنسانية واعتباره ضد إنسانية الإنسان بل انه اتجاه يسعى إلى قتل الإنسان
ب-خطاب الحرية مع الفلسفة
ادا كانت العلوم الإنسانية قد صهرت شخصية الإنسان وتعاملت معه كموضوع أو صورة جامدة, فان الفلسفة على خلاف دلك أبدت دائما اهتماما بالإنسان كقيمة القيم وكماهية حرة وفاعلة. فالإنسان من المنظور الفلسفي ليست آلة لتخضع لتلك الاكراهات النفسية والاجتماعية بشكل سلبي بل ما يميزهما هو عنصر الحرية والإرادة اللدان بفضلهما يستطيع الإنسان اختيار الشخصية التي تلائمه و التحكم فيها بالشكل الدي يريده. فالإنسان بهدا المعنى فاعل يصنع نفسه بنفسه وليس مجرد كائن منفعل ومسلوب الإرادة. ومن بين الفلاسفة اللدين وقفوا ضد الانجراف نحو تشئ الإنسان وسلبه حريته نجد سار تر الدي يجعل وجود الإنسان سابق على ماهيته, أي أن الإنسان لا يخضع لنموج مسبق ومحدد سلف بل يتحدد فيما بعد وفقا لما يريده
فالإنسان مشروع لان حاضرة مرتبط برايته للمستقبل. ادن فالإنسان حسب سار تر حر يختار أفعاله ويضع قيمه ومن تم يتحمل المسؤولية. وهدا ما يؤكد كدالك برغسون بقوله أن الإنسان فاعل ومريد وله إمكانيات فائقة على الخلق والإبداع والاختيار. وبالتالي فالشخصية تنبني وتتكون باستمرار وبدون انقطاع وكل إنسان هو من حياته بمثابة الصانع والفنان يخلق ويبدع لحضاته بنفسه جاهدا للوصول بداته نحو الارقى والأكمل.