إسم المؤلّف "مايكل هارت" ، و هو من عباقرة هذا الزمان ، فقد عمل في "ناسا" الأمريكية فترةً من الزمن ، و هو الآن دكتور في الفَلَك و الفيزياء في جامعة في ميريلاند في أمريكا ، و هو مؤلف ، و مخترع ، و محلل ، بل و ماهر في الشطرنج أيضاً!
ماذا قال "مايكل هارت" عن الرسول(ص)؟
قال كلاماً كثيراً هو سيرة قصيرة لحياة الرسول ، و الواضح أنه مدهوش و مُعجب بسيرة رسول الله ، و سيرة نبينا الحبيب نعرفها ، لكن سأورِد كلامه عن سبب اختياره لرسول الله في المركز الأول. كما تعلمون ، قراره هذا أثار جدلاً واسعاً و نقاشا ت لا تنتهي ، فالنصارى أرادوا عيسى أن "يفوز" ، و البوذيين يرون أن بوذا له تأثيرٌ أكبر من كليهما ، و غيرهم يرى نبيه أو قسيسه هو الأفضل ، أو أن المخترع الفلاني أكثر تأثيراً ، و هكذا. باختصار ، كان قراراً شجاعاً ، أملته عليه نزاهته. هذا هو سبب اختياره لرسول الله في المركز الأول:
"إن اختياري لمحمد ليتصدر قائمة "أشد الناس تأثيرا في التاريخ" قد يفاجئ بعض القراء ، و قد يشكّك فيه البعض الآخر ، لكن محمداً هو الرجل الوحيد في التاريخ الذي حقّق نجاحاً ساحقاً في الوجهين الديني و الدنيوي.
أتى محمد بأحد أديان العالم العظيمة ، و أظهر هذا الدين للعالم و عرّف به ، و أضحى محمد قائداً سياسياً ذو تأثيرٍ طاغٍ ، و اليوم ، بعد مرور 13 قرناً على وفاته ، لا زال تأثيره قوياً و منتشراً. ككل الأديان ، فإن الإسلام يمتلك تأثيراً طاغياً على أتباعه ، و لهذا السبب ، فإن مؤسّسي الأديان العالمية العظيمة أتوا في هذه القائمة.
و رغم وجود قرابة ضعف عدد المسلمين من النصارى في العالم ، قد يستغرب البعض من علوّ ترتيب محمد على عيسى. هناك سببان أساسيان لهذا القرار:
1) أن تأثير محمد في النهوض بدينه كان أكبر من تأثير عيسى في الإتيان بالمسيحية.
رغم أن عيسى هو الذي أتى أصلاً بالشرائع و التعاليم الأخلاقية و الدينية في المسيحية (تحديداً التي اختَلَفت عن اليهودية) ، إلا أن بولس هو المطوِّر الرئيسي للعقيدة الألوهية النصرانية ، و الداعية الأكبر لها ، كما أنه وضع الكثير من النصوص في العهد الجديد .
لكن محمد من الناحية الأخرى هو الذي وضع العقيدة الألوهية والتعاليم و الشرائع الأخلاقية في الإسلام. و بالإضافة إلى ذلك ، لعب الدور الأساسي في الدعوة إلى الدين الجديد ، كما وضع الطقوس التعبدية في الإسلام.
من الممكن القول أن التأثير النسبي لمحمد على الإسلام كان أكبر من تأثير عيسى و تأثير بولس على النصرانية مجتمعيَن. أما على الوجه الديني البحت ، فالمحتمل أن تأثير محمد في التاريخ كان كتأثير عيسى.
إضافة إلى ما سبق ، فإن محمداً لم يكن قائداً دينياً فحسب (مثل عيسى) ، بل كان أيضاً قائداً في شؤون الدنيا.
حقيقيةً ، و نظراً إلى أن محمد هو القوة الدافعة وراء الفتوحات العربية ، فإنه يمكن تصنيف محمد ليس كأشد الناس تأثيراً في التاريخ فحسب ، بل أيضاً كأشد القادة السياسيين تأثيراً في التاريخ ، فالفتوحات العربية في القرن السابع لا زالت تلعب دوراً فعّالاً و مؤثراً في التاريخ البشري ، إلى يومنا هذا. إن هذا الجمع بين التأثير الديني و التأثير الدنيوي هو الذي يجعلني أشعر أن محمداً يستحق أن يُعتبر أعظم الأفراد تأثيراً في التاريخ.