ابن القيم
علم العبد بقبح المعصية
ورذالتها و دناءتها وأن الله حرمها ونهى عنها
صيانة وحماية للعبد عن الرذائل كما يحمى الوالد
الشفيق ولده عن ما يضره
الحياء من الله
فإن العبد متى علم بنظر الله إليه ومقامه عليه
وأنه بمرأى من الله و مسمع كان حييا يستحي أن
يتعرض لمساخط ربه .. والحياء أن تنفتح فى قلبك
عين ترى بها أنك قائم بين يدى الله
مراعاة نعم الله عليك وإحسانه إليك
فإذا كنت في نعمة فارعها
فإن المعاصي تزيل النعم
من أنعم الله عليه بنعمة فلم يشكرها عذبه الله
بذات النعمة
الخوف من الله و خشية عقابه
حب الله
فإن المحب لمن يحب مطيع
إنما تصدر المعصية من ضعف المحبة
شرف النفس وزكاؤها وفضلها وحميتها
فكل هذا يجعلها تترفع عن المعاصي
قوة العلم بسوء عاقبة المعصية وقبح أثرها
والضرر الناشئ منها من سواد الوجه وظلمة القلب
وضيقه وغمه .. فإن الذنوب تميت القلوب
قصر الأمل ويعلم الإنسان أنه لن يعمر في الدنيا
ويعلم أنه كالضيف فيها وسينتقل منها بسرعة
فلا داعي أن يثقل حمله من الذنوب فهي تضره
ولا تنفعه
مجانبة الفضول في مطعمه ومشربه وملبسه
فإن قوة الداعي إلى المعاصي إنما تنشأ من هذه
المفاضلات ؛ ومن أعظم الأشياء ضررا على العبد
بطالته وفراغه ... فإن النفس لا تقعد فارغة
إن لم يشغلها بما ينفعها شغلته بما يضره
السبب الأخير
هو السبب الجامع لهذه الأسباب كلها
وهو ثبات شجرة الإيمان فى القلب
فصبر العبد عن المعاصي إنما هو بحسب قوة إيمانه
فكلما كان إيمانه أقوى كان صبره أقوى
وإذا ضعف الإيمان ضعف الصبر